كرمت دارة الفنون في عمان النحاتة منى السعودي، في احتفال شارك فيه فنانون وأدباء ومثقفون. وألقت الشاعرة الأردنية زليخة أبو ريشة كلمة في الاحتفال تناولت فيها تجربة السعودي وورد في كلمتها:"لي أن أسمّيها ربّة عمون، هذه المرأة التي تعرف الحجر كما الماء. منى السعودي التي تشبه حجارتها: خارجٌ صلدٌ ولكن تحته الندى. إذا إزميلها دق فلكي يشذّب الفضاء من حول الكتلة. هي لا تعمل في الحجر. هي تعمل في الفراغ الليّن الذي يفرّ من أصابع الخلق ومن العين. تبني تصوراً للكون من خلال حبّة البُن التي هي حبّة المشمش وعضو التأنيث تمهيداً للحبل المقدس والتكور المدهش والولادة. انها لا تحب الصُراخ في الفن ولا المأسوية ولا التعبيرية المباشرة. لا تحب النحت الذي يشوّه شكل الانسان، كما لا تحب المواد المصنّعة ولا التركيبات السريعة الزوال:"أبحث عن الشكل النقي الخالص... أكتفي بالحجر الذي بإمكانه أن يأخذ أي شكل... الحجر القديم الجديد، الساكن والمتحرك، الحجر الأزلي، مادة الأرض الأولى". منحوتات منى السعودي مخلوقات اضافية تعيش في العالم قرب مشاعرنا كأقارب... منحوتات شقيقات لنا يلخّص النهوض والكبرياء الصافية، حيث لا نتعب من التأمل والتقري باللمس كما قال البحتري وهو واقف في ايوان كسرى يتأمل لوحة للصيد في سينيته الشهيرة:"يغتلي فيهم ارتيابي حتى/ تتقرّاهم يداي بلمس". انها في بحثها تذهب الى منبع الحياة، الى هيولى التكوين.. الى الأنثى عشتار ربّة الخصب.. الى أمّنا الأرض الحبلى بالامكانات. وعندما تنتهي من عمل تجعلنا نصدّق أنها لم تكن تحمل إزميلاً ومطرقة وأشياء فظّة من هذا القبيل... تجعلنا نحسب أنها كانت تلعب بالغيم وتشكله على هواها".