أكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني رشاد العليمي تلقي المتمردين في شمال البلاد بقيادة بدرالدين الحوثي دعماً من الإعلام الحكومي والمؤسسات الدينية في إيران، وطالب في مؤتمر صحافي عقده أمس في صنعاءطهران بتحديد موقف واضح من أحداث صعدة،"لأننا حريصون على تعزيز علاقاتنا بإيران، فهي دولة مسلمة وجارة ولها ثقلها الاقليمي، ولا بد أن يكون لها وئام في المنطقة". وقال العليمي إن الرئيس علي عبدالله صالح بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية في وقت سابق أكد فيها"ان ما يحدث في صعدة تخريب وإرهاب وتمرد لزعزعة استقرار المجتمع اليمني والتأثير على وحدته واستقراره، وان الدعم الذي يلقاه المتمردون الحوثيون من المؤسسات الدينية في إيران، بالإضافة الى الدعم الإعلامي من المؤسسات الإعلامية الايرانية الرسمية، يوحي بأن هناك موقفاً إيرانياً رسمياً يدعم هذا التمرد وهذا التخريب والإرهاب في صعدة". وأضاف أن"اخواننا الإيرانيين على المستوى الرسمي يؤكدون أنهم مع وحدة اليمن واستقراره ومع أمن اليمن، لكننا نريد هذا الموقف أن يترجم الى واقع وخطوات عملية". وكشف العليمي ان هناك"عناصر من قيادات التمرد الحوثي موجودة في إيران تحتضنها مؤسسات دينية في قم، وهناك تظاهرات ترتب لها أجهزة سرية ايرانية ضد السفارة اليمنية في طهران، ونحن نعرف الترتيبات الكاملة لهذه التظاهرات". وتابع:"رفضنا منح ترخيص الى مؤسسات المجتمع المدني لتنظيم تظاهرات أمام السفارة الليبية في صنعاء". وفي رده على سؤال، أكد وزير الداخلية اليمني أنه"لا يوجد عناصر أجنبية تقاتل القوات الحكومية الى جانب الحوثيين في صعدة"، غير أنه كشف عن اعتماد"الحوثيين"على عوائد تجارة المخدرات وتهريبها الى السعودية في مواجهة القوات الحكومية. وقال إن أجهزة الأمن اليمنية اعتقلت أخيراً عناصر إيرانية متورطة في أعمال اجرامية وتهريب مخدرات في اليمن. ووصف العليمي الموقف الليبي الأخير من تمرد"الحوثيين"بأنه ايجابي. وطالب الحكومة الليبية بأن تسخر الأموال التي تقدمها إلى بعض الشخصيات اليمنية تحت مسميات عدة لصالح التنمية في اليمن، وقال"هذا أجدى لنا ولهم". وأكد العليمي في رد على سؤال ان الوضع الأمني في محافظة صعدة تحت السيطرة، مشيراً الى أن بإمكان الأجهزة الأمنية والقوات الحكومية القضاء على التمرد خلال ساعات"ولكننا حريصون على أرواح المدنيين الذين تتخذهم العناصر الحوثية دروعاً بشرية". واتهم"الحوثيين"بزرع عبوات ناسفة لقتل الأطفال والابرياء في صعدة وصنعاء، مؤكداً استمرار تعليق العمليات العسكرية بموجب قرار من الرئيس صالح لمناسبة العيد الوطني للوحدة، وأن هذا التعليق مرهون باستجابة"الحوثيين"لرسالة العلماء بإلقاء السلاح وترك التمرد، مؤكداً أن القوات الحكومية باتت مسيطرة على كل مناطق التمرد في صعدة باستثناء بعض المواقع في مديريات غمر وقطابر ورازح. وأشار العليمي إلى أن"معظم عمليات تهريب المخدرات كان هدفها السعودية وأحبطناها، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة حيث ضبطنا كميات متساوية في محافظات عمران وحجة وصعدة، وكانت كلها متجهة إلى السعودية. كما القي القبض على عدد من تجار المخدرات وكشفنا علاقة هذه العمليات بالمتمردين الحوثيين". وشدد العليمي على أن"الحكومة مستمرة في اغلاق أسواق الأسلحة ومصادرة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واشترينا بعشرات البلايين من الريالات اسلحة بهدف القضاء على هذه التجارة". ورداً على سؤال، أكد وزير الداخلية استسلام عدد من أعضاء"القاعدة"من قائمة الفارين من سجن الأمن السياسي العام الماضي 23 فاراً للأجهزة الأمنية، وآخرهم جابر البناء وعبدالرحمن باصرة. كما تم القبض على عدد آخر، فيما تستمر الأجهزة الأمنية في الضغط على بقية الفارين بهدف القبض عليهم أو دفعهم لتسليم أنفسهم. مؤكداً بأن الحكومة اليمنية ستواصل جهودها في مكافحة الإرهاب بكل اشكاله وصوره.