رفضت الحكومة اليمنية عرضاً ايرانياً اعلنه وزير الخارجية منوشهر متقي للتوسط بينها وبين المتمردين «الحوثيين» لوقف الحرب في محافظة صعدة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية، في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)،ردا على الوزير الايراني: «إننا بالقدر الذي نرحب فيه بما أكده متقي حول موقف إيران إزاء وحدة اليمن واستقراره فإن الجمهورية اليمنية تؤكد مجدداً أنها ترفض رفضاً مطلقاً التدخل في شؤونها الداخلية من قبل أي جهة كانت أو إدعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء شعبنا اليمني». وكان متقي قال «ان ايران على استعداد للتعاون مع الحكومة اليمنية وبلدان اخرى لاستعادة الامن في اليمن» داعياً الى بذل «جهد جماعي» لتسوية النزاع بين صنعاء والحوثيين. وجاء هذا التطور على خلفية اتهامات يمنية واسعة النطاق بتورط طهران في دعم حركة التمرد بالمال والسلاح والكوادر التدريبية وتصنيف الدوائر الإيرانية للحرب التي تخوضها القوات المسلحة والأمن اليمنية ضد «الحوثيين» منذ العام 2004 على أنها تستهدف اليمنيين الشيعة. وأوضح المصدر اليمني أن الدولة اليمنية لا موقف لديها من المذهب الشيعي «الذي نحترمه كسائر المذاهب الإسلامية غير أن المواجهات مع العناصر الإرهابية (الحوثية) في محافظة صعدة لا تتم على أي أساس مذهبي أو غيره لكن لأن هذه العناصر جماعة متمردة خارجة على النظام والقانون عاثت في الأرض فساداً وتسعى الى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة عموماً وبالتالي لا بد من ردعها والقضاء عليها وتطهير أي منطقة يمنية منها». ونوه المصدر ب»مواقف الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي وتأكيدهم على دعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره ورفض التدخل في شؤونه الداخلية واعتبار أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة». وتحدث مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية امس عن انتصارات مهمة تحققها وحدات الجيش والأمن ضد «الحوثيين» ومواقعهم وتحصيناتهم في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان المجاورة وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وقال المصدر «ان أبطال القوات المسلحة دمروا وكراً لعناصر الإرهاب والتخريب قرب منطقة المقاش وأن عدداً كبيراً من تلك العناصر لقوا مصرعهم فيما جُرح آخرون، كما تم تدمير ثلاث شاحنات للعناصر الإرهابية في منطقتي سبهلة والصفراء ومصرع أربعة إرهابيين هم عبد العزيز حجر ومحمد علي محياء و حسين الداعي وجميل محسن التماني في وقت لقي عشرة من العناصر «الحوثيين» مصرعهم في اشتباك مع المواطنين في مديرية قطابر عُرف منهم عبد الرحمن يحيى محمد الحاكم وحسين إسماعيل عبد الكريم وأحمد إسماعيل محمد الضحياني». وأضاف المصدر أن أكثر من عشرين «حوثياً» سقطوا بين قتيل وجريح من بينهم «الإرهابي» أحمد صالح دغسان أثناء تصدي رجال القوات المسلحة لمحاولة تسلل فاشلة قامت بها عناصر حوثية عند موقعي دخشف والعقلة بآل عمار. على صعيد آخر، وقع الجيشان اليمني والاميركي اتفاقاً للتعاون العسكري والامني في ختام جولة من المحادثات في صنعاء، حسبما افادت وسائل الاعلام اليمنية الاربعاء. ونص الاتفاق على «التعاون وتبادل الخبرات والتدريب والتأهيل في المجال العسكري والأمني بين جيشي البلدين». وقال رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن احمد علي الاشول ان «هذه الجولة حققت نتائج طيبة بأهدافها المشتركة والمتمثلة في تعزيز التعاون للقضاء على الإرهاب والتهريب والقرصنة البحرية». وقال الجنرال الاميركي جفري سميث ان «هذه الجولة امتداد للعلاقات الجيدة والدائمة بين الجانبين وستتواصل الزيارات لما من شأنه تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين الى اعلى مستوى لها». واكد «مواصلة الدعم الاميركي لليمن في الحفاظ على وحدته وامنه واستقراره».