يشهد الملف الفلسطيني تحركات ديبلوماسية ناشطة للترويج للمبادرة العربية للسلام في وقت هللت اوساط وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني للزيارة التي قالت ان وفد الجامعة العربية سيقوم بها قريباً لاسرائيل، والتي وصفتها ب"التاريخية"، متجاهلة تماما الاشارة الى المبادرة العربية التي يسعى الوفد الى الترويج لها، وسط تحذير من النائب الاول لرئيس الحكومة شمعون بيريز من ضرورة عدم تفويت الفرصة التي تتيحها"المبادرة السعودية". راجع ص 4 و5 بموازاة ذلك، تلقت الخطة الامنية التي بدأت الخطوات العملية لتنفيذها في قطاع غزة اول من امس، ضربة اولى عندما اشتبكت عناصر من حركتي"فتح"و"حماس"وادت الى وقوع ست اصابات على الاقل. فبعد أقل من 48 ساعة من بدء انتشار قوات الامن الفلسطينية، وقعت الاشتباكات بعدما احتجز أفراد من قوات الامن الرئاسي عضوا من الجناح العسكري ل"حماس"للاشتباه في اطلاقه النار على قوات أمن خلال الليل، ورد مقاتلو"حماس"باقتحام المكان الذي احتجز فيه الرجل واطلاقه فوقعت اصابات. في غضون ذلك، تتواصل اللقاءات والمشاورات لتفعيل المبادرة العربية، اذ بحث الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الموجود في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة في التحرك العربي للتوصل الى سلام عادل وشامل في إطار مبادرة السلام العربية. ومن المقرر ان يزور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني رام الله في الضفة الغربية غداً للقاء الرئيس محمود عباس، علماً ان الزيارة تسبق لقاء مقررا بين العاهل الاردني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الثلثاء في البتراء سيناقش المبادرة العربية. وفي اطار التنسيق ايضا، وصل وزير الخارجية الفلسطيني زياد ابو عمرو امس الى الاردن في زيارة رسمية هي الاولى لوزير خارجية فلسطيني منذ تشكيل حركة"حماس"الحكومة في اذار مارس عام 2006. ومن المقرر ان يتوجه ابو عمرو غدا الى بروكسيل للقاء الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، علما ان المبادرة العربية ستكون محور الاجتماع الذي سيعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ووفد من نظرائهم في الجامعة العربية بعد غد. وقال ديبلوماسي اوروبي ان هذا الاجتماع يهدف الى"اظهار تأييدنا القوي والواضح لمبادرة السلام العربية". وبموازاة الدعم الاوروبي، توقع وزير المال الفلسطيني سلام فياض ان تصدر الولاياتالمتحدة قراراً رسمياً وشيكاً توافق فيه على تعامل البنوك مع حساب الدائرة الاقتصادية التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية. اسرائيليا، هللت اوساط الحكومة للزيارة التي قالت ان وفدا من الجامعة العربية سيقوم بها للدولة العبرية قريباً. وأصرت محافل سياسية على وصف الزيارة ب"التاريخية"على اعتبار ان وزيري الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأردني عبد الإله الخطيب سيزوران اسرائيل"كممثلين عن الجامعة العربية"بهدف"فتح قناة حوار بين إسرائيل والعالم العربي تتيح تحريك العملية السياسية". ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن أوساط ليفني ان زيارتها للقاهرة تمخضت عن اتفاق بالعودة إلى نهج مفاوضات على مسارين: مفاوضات ثنائية مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ومفاوضات متعددة الأطراف. وأضافت انه تم أيضاً التوصل إلى تفاهمات تقضي ب"ألا تفرض الجامعة العربية إملاءات على إسرائيل، إنما تأخذ على عاتقها دور الداعم للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية... بما لا يشكل بديلاً للمفاوضات المباشرة". الى ذلك، نقلت الاذاعة العبرية عن النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز قوله انه"يحظر علينا تفويت مبادرة الملك عبدالله"بن عبدالعزيز لأنها"المرة الأولى التي ينتقل ملك دولة عربية كبيرة مثل السعودية من استراتيجية الحرب الى استراتيجية السلام". وأضاف ان تصريحات خادم الحرمين الشريفين تعتبر"بالغة الأهمية وذات شأن ومغزى تاريخي. وإذا جاء الطرف العربي مع هذه المبادرة السعودية، فإن إسرائيل ستجري مفاوضات جدية من أجل ايجاد قواسم مشتركة بيننا".