سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوفد الاسرائيلي نقل عن الملك عبدالله الثاني قوله : لنا الاعداء نفسهم .. ومبادرة السلام وحق العودة خاضعان للنقاش . عمان تنفي تحديد موعد لزيارة العاهل الاردني لاسرائيل : لسنا معنيين بالتقاط الصور ونريد تقدماً حقيقياً في عملية السلام
أكد ناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ان الأخير وجّه فعلاً دعوة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لزيارة إسرائيل، لكنه نفى أنباء عن استجابة الملك للدعوة وتحديد موعد لها. في الوقت نفسه، قال مسؤول في الديوان الملكي الاردني ل"الحياة"ان العاهل الاردني تلقى فعلا دعوة لزيارة اسرائيل اكدتها رئيسة الكنيست داليا ايتسك. ورفض تأكيد قبول مبدأ الزيارة، مكتفيا بالقول:"لم يحدد موعد". لكنه ربط بينها وبين حدوث اختراق في التقدم نحو عملية السلام، وقال:"الملك عبدالله يمكن ان يلبي الدعوة اذا ما ابدت اسرائيل قبولا واضحا لمبادرة السلام العربية بحيث تأتي الزيارة لتتويج أي جهد ديبلوماسي حقيقي بين العرب واسرائيل". واضاف ان العاهل الاردني"غير معني باعطاء الاسرائيليين فرصة لالتقاط الصور، بل هو معني بإحداث تقدم حقيقي في عملية السلام يفضي الى قيام الدولة الفلسطينية وايجاد حال من السلام العادل والشامل في المنطقة". ولم تستبعد مصادر حكومية اردنية ان يزور وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب ونظيره المصري احمد ابو الغيط اسرائيل خلال ايام بعد تكليفهما رسميا من لجنة المبادرة العربية الاتصال مع الحكومة الاسرائيلية وحضها على قبول مبادرة السلام العربية وعدم اضاعة فرصة السلام. وكانت صحيفة"معاريف"نشرت في صدر صفحتها الأولى أمس ان اولمرت والملك الأردني اتفقا في اتصال هاتفي بادر إليه الأول أول من أمس على أن يزور العاهل الأردني إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة ليومين بغرض دفع الجهود العربية لإقناع إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية. وأضافت أن القائمة بأعمال رئيس الدولة، رئيسة الكنيست داليا ايتسيك التي التقت على رأس وفد برلماني، العاهل الاردني في عمان أول من أمس، كررت دعوته لزيارة إسرائيل واقترحت عليه أن يوجه خطاباً للإسرائيليين من على منبر الكنيست"ليقنعهم بالمبادرة العربية". وتابعت"معاريف"ان العاهل الأردني وافق على زيارة القدس، لكنه يدرس إمكان توجيه خطاب إلى الإسرائيليين في الكنيست. وزادت انه بناء على تقديرات أوساط سياسية إسرائيلية، فإن الزيارة قد تتم بعد ثلاثة أسابيع، مفترضة ألا يُحدث التقرير المرحلي الذي ستصدره بعد أيام لجنة الفحص الحكومية في فشل الحرب على لبنان لجنة فينوغراد أزمة سياسية في الدولة العبرية تحول دون القيام بالزيارة في موعدها وقد تؤدي إلى إرجائها إلى حين انقشاع الغبار الذي يتوقع ان يخلّفه تقرير اللجنة. لكن كاتب الخبر المعلق السياسي في الصحيفة بن كسبيت لفت إلى احتمال أن تكون دعوة اولمرت للعاهل الأردني تهدف الى صرف أنظار الإسرائيليين عن أزمته الداخلية والتوتر الذي يعيشه عشية نشر"تقرير فينوغراد"فيسعى ومقربوه لبث الانطباع للإسرائيليين بأن ثمة انفراجا سياسياً في الأفق يدعو إلى التفاؤل، مستشهداً بزيارة العاهل الأردني لإسرائيل. على صلة، كتب المعلق البارز في"يديعوت أحرونوت"ناحوم برنياع أن اولمرت"يدرك عدم وجود مبادرة سعودية وأن الحديث هو عن وسيلة تسويقية في الحد الأقصى، فبالنسبة الى إسرائيل الأمر الأفضل هو إجراء مفاوضات منفردة، لكن في غياب مفاوضات كهذه، يمكن نسج الحلم في شأن المبادرة السعودية وتوجيه الدعوات إلى وفود من وزراء الخارجية والتظاهر كأن المفاوضات قاب قوسين أو أدنى". إلى ذلك، نقلت صحيفة"هآرتس"عن أعضاء في الوفد الإسرائيلي الذي زار عمان ان العاهل الأردني قال خلال اجتماعه بهم:"نواجه الضائقة ذاتها والمشكلة ذاتها، ولنا الأعداء نفسهم". وأضافوا ان الملك كرر هذه الكلمات مرات، وأنه عنى ايران و"حزب الله"و"حماس". وقال أحدهم إن الملك أكد أنه يتحدث باسم عدد من الدول العربية ووجه تساؤلاً لأعضاء الوفد:"هل تريدون ايران هنا على ضفاف الأردن؟". واضاف النائب روبي ريبلين إن العاهل الأردني"أبدى انفتاحاً ولم يتردد في توبيخ الإسلاميين المتطرفين". وقالت ايتسيك للإذاعة العامة"إن ثمة مصلحة مشتركة لإسرائيل والأردن والدول العربية المعتدلة تتمثل في وجوب تعزيز المحور المعتدل وتمكينه من هزم المتطرفين... وهذه عملياً رسالة الملك الأردني، وهنا نقطة الالتقاء بيننا وبين الأردنيين". وزادت"هآرتس"ان أعضاء الوفد أكدوا للعاهل الأردني رفض الإسرائيليين على مشاربهم السياسية المختلفة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم"باعتبار ذلك انتحاراً لإسرائيل". ورد العاهل الأردني على هذا الرفض بالقول إن بنود المبادرة خاضعة للنقاش والحوار، وان"التوصل إلى تسوية لن يتم إلا بالتوافق، ولإسرائيل حق الفيتو على كل شيء"، مضيفاً ان المبادرة العربية ليست خطة بقدر ما هي نقاط للبحث. وبحسب ريبلين، فإن العاهل الأردني قال إنه"بدلاً من الحديث عن حق عودة اللاجئين يمكن الحديث ربما عن حقهم في التعويض، وهذه لن تكون مشكلة إسرائيل وحدها، إنما تشارك في حلها دول عربية وغنية". وأعرب أعضاء الوفد البرلماني الإسرائيلي عن ثقتهم ب"نيات الملك"، لكنهم رأوا في مطالبته بإزالة الجدار الفاصل في الضفة الغربية وإقامة الدولة الفلسطينية كخطوة أولى"ثمناً باهظاً جداً".