أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن اسفه لتنحي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، معتبراً انه "زعيم كبير"و "أحد ابطال تحرير العراق"، فيما أعرب بعض أهالي البصرةجنوبالعراق عن أملهم بأن تسرع استقالة بلير انسحاب القوات البريطانية من مدينتهم. وقال طالباني خلال مؤتمر صحافي اثر محادثات اجراها مع بلير في لندن أمس:"نشعر بالاسف حيال تنحي زعيم كبير للشعب البريطاني وصديق كبير للشعب العراقي. نعتبره احد ابطال تحرير العراق". واعلن بلير الخميس انه سيتنحى في 27 حزيران يونيو بعدما تولى رئاسة الوزراء لعشرة اعوام. ولا يزال بلير يرفض الاعتذار عن هذه الحرب التي قضى فيها 148 جندياً بريطانياً، والتي لا تزال نقطة سوداء في سجله السياسي في نظر الرأي العام البريطاني. في غضون ذلك، عبر اهالي البصرة، كبرى مدن الجنوبالعراقي، عن أملهم بأن تسرع استقالة بلير انسحاب القوات البريطانية من مدينتهم. وتخضع البصرة والمدن المحيطة بها منذ اربع سنوات لسيطرة القوات البريطانية التي ارسلها بلير من اجل دعم قوات التحالف التي اطاحت بنظام صدام حسين في 2003. وكان سكان هذه المدينة الشيعية التي عانت من النظام السابق رحبوا باسقاط صدام من جانب التحالف، لكن بعد مرور اقل من ثلاث سنوات سقطت هذه المدينة فريسة صراعات بين ميليشيات ترتبط بأجندات سياسية متضاربة. وقال الطالب الجامعي محمد جاسم 23 عاما ان"الحكومة البريطانية تعاني من ضغوط واختلاف واسع في آراء السياسيين، حيث ان بلير يريد بقاء القوات في البصرة، في الوقت الذي يطالب فيه اغلب الشعب البريطاني بانسحاب القوات، ولهذا السبب استقال". من جانبه، قال رجل الاعمال احمد سالم 32 عاما ان"استقالة بلير خطوة فعالة للانسحاب التدريجي للقوات البريطانية من البصرة". واضاف ان"هذه الاستقالة هي الخطوة الاولى للانسحاب". ويحمل اهالي البصرة الرئيس جورج بوش وبلير مسؤولية الكوارث التي حلت بمدينتهم، ويرى بعضهم ان بلير يخضع لارادة بوش. ويقول علاء محمد 47 عاما ويعمل موظفاً في شركة نفط الجنوب"سواء استقال بلير او لم يستقل سياسة بريطانيا الخارجية لن تتغير". واضاف:"اعتقد انهم جميعا أذيال لاميركا". وقال المدرس سالم داود 42 عاما ان"سياسة بلير فاشلة وخصوصاً في العراق. وسواء استقال او لم يستقل انهم مهزومون هنا وهو يعرف ذلك جيداً، ولهذا استقال". وكان نيسان ابريل الماضي الأعنف للقوات البريطانية في العراق حيث فقدت 12 جنديا بينما فرض على الجنود البريطانيين ارتداء السترات الواقية داخل قواعدهم وخلال الدوريات بسبب الهجمات المتواصلة على قواعدهم بقذائف الهاون التي اصبحت يوميا.