لم يعلق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مباشرة على تصريحات قائد الجيش السير ريتشارد دانات، الا ان مكتبه أصدر بياناً قال فيه:"من المهم ان يتذكر الناس اننا موجودون في العراق بناء على الرغبة المعلنة للحكومة العراقية المنتخبة ديموقراطيا لدعمها بموجب تخويل من قرار من مجلس الامن". وردا على ما قاله الجنرال دانات، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية"لدينا استراتيجية واضحة في العراق. نحن هناك مع شركائنا الدوليين لدعم الحكومة العراقية المنتخبة ديموقراطيا وبمهمة واضحة من الاممالمتحدة". وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد اللفتنانت كولونيل كريستوفر غريفر"بريطانيا حليف مهم. سحب القوات شيء يناقش في منتديات علنية في الدول الديموقراطية لكننا لن نصدر أي تعقيب". وكان زعيم حزب الأحرار الديموقراطيين السير مينزيس كامبيل حذر بعد الضجة التي أثارها الجنرال دانات من أن سياسة حكومة بلير بالنسبة الى العراق"تنهار أمام عيوننا حجراً بعد حجر". وأوضح أن قادة القوات المسلحة البريطانية كانوا حذروا من احتمالات الحرب، ولذلك فإنهم أصبحوا اليوم أكثر قلقاً ازاء التهديدات القائمة. ورحب المناهضون للحرب بآراء دانات، حتى ان منظمة"تحالف اوقفوا الحرب"اليسارية دعت الجنرال الى القاء كلمة في تظاهرتها المقبلة. وينتشر 7200 جندي بريطانيا في جنوبالعراق حيث يقومون بدوريات في المناطق المحيطة بالبصرة التي تعد معقلا للميليشيات الشيعية التي تدعمها ايران. وقتل في العراق 119 جنديا بريطانيا منذ انضمام بريطانيا الى الغزو قبل اكثر من ثلاث سنوات. في البصرة، أكد العميد علي إبراهيم، عضو لجنة الطوارئ الثلاثية الأمنية، استعداد القوات العراقية لسد الفراغ الأمني الذي قد يخلفه الانسحاب المفاجئ للقوات البريطانية من البصرة، مشيرا إلى وجود خطط مشتركة بين القوات العراقية والبريطانية للانسحاب المبرمج من خلال ضوابط وبنود خطة السندباد الأمنية المشتركة العاملة الآن. وأوضح ان هناك"مشاورات بيننا وبين الجانب البريطاني بشأن التهيئة لانسحاب مبرمج ومخطط له في نهاية السنة الحالية". ولفت مفيد عبد الزهرة المشعشعي، مندوب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية في البصرة، الى"وجوب بقاء الملف الأمني في المدينة بيد القوات البريطانية في الوقت الحاضر"وحذر من"خطورة تسليم الملف الأمني في المدينة للجهات العراقية لأن ذلك سيؤدي الى صراع ودماء في ما بيننا جميعاً". واعتبر متحدث عسكري بريطاني في البصرة أن تصريحات دانات الخاصة بالانسحاب البريطاني من العراق"تفيد الوضع السياسي العام في بريطانيا وليس في جنوبالعراق". وأشار إلى أن"القوات البريطانية إذا وجدت أن الانسحاب مفيد لاستقرار الوضع في منطقة معينة ستنسحب مثلما انسحبت من معسكر أبو ناجي من محافظة ميسان".