استنكر خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات امس التفجيرين الاخيرين للمقهى في مجلس النواب البرلمان وجسر الصرافية، وطالبوا الحكومة بالتحرك لتلافي الخروقات الامنية التي ادت الى وصول التفجيرات الى عقر دارها. ودعا الشيخ محمود الصميدعي، خطيب وامام جامع ام القرى، حكومة المالكي الى التصدي الجدي للحوادث الامنية بعدما وصل العنف الى عقر دارها، فيما اتهم الشيخ سليم المنذري، خطيب وامام المدرسة الخالصية القوات الاميركية بتنفيذ عمليتي تفجير مجلس النواب وجسر الصرافية. وطالب الصميدعي بالوقوف الجدي على الاسباب الرئيسية للحوادث الامنية والحد من الخروقات الامنية التي اصابت الخطة الامنية، وقال"ان العنف وصل الى عقر دار الحكومة وان عليها ان تتحرك بشكل جدي لايقاف العنف في البلاد ومعاقبة كل يد عابثة". واستنكر التفجير الاخير، الذي طاول جسر الصرافية، وادى الى انهياره. وقال"ان هذا الاستهداف يأتي في اطار استهداف الحضارة والتراث العراقي ومحاولة انهاء الروابط التاريخية بين الناس وانه نفذ من قبل اياد عابثة في البلاد"، واثنى على تشكيل مجلس علماء العراق الذي انبثق اخيراً في الاردن ويضم مجموعة من شخصيات دينية سنية. وقال ان هذا المجلس يؤمن بالحوار وعدم تهميش الآخر وينبذ العنف والطائفية والاحتلال. مشيراً الى الاستعداد لتشكيل مجلس عام آخر يضم علماء السنة والشيعة، ومؤكداً ان تشكيل مثل هذا المجلس سيُسهم في القضاء على المشكلات الطائفية والعنف الطائفي في البلاد. من جانبه حمل سليم المنذري، خطيب وامام المدرسة الخالصية في الكاظمية، القوات الاميركية مسؤولية التفجيرات الاخيرة التي استهدفت مجلس النواب وجسر الصرافية، وقال"ان الاميركيين الذين يلعبون دورا اساسيا في قيادة الخطة الامنية في البلاد ويشرفون على حماية المنطقة الخضراء باتوا عاجزين عن حماية المتحالفين معهم من السياسيين، فكيف يمكن ان تؤمن مثل هذه الخطة الحماية للشعب العراقي"، ولفت ان عملية تفجير جسر الصرافية عمل مدبر ودليل ذلك انقطاع السير على الجسر قبل اكثر من ساعة على وقوع حادث التفجير. واتهم القوات الاميركية بتنفيذ الحادث، وانتقد الاجتماع الذي ضم مجموعة من السياسيين والمسؤولين وناقش اقامة اقليم الجنوب، وقال"ان التيار الخالصي يرفض رفضاً قاطعاً اقامة الاقاليم وتجزئة البلاد تحت مسميات موهومة مثل الفيديرالية وغيرها". واكد الشيخ مهدي الكربلائي، خطيب الصحن الحسيني، ممثل المرجع علي السيستاني التفجير الذي وقع في مجلس النواب، مؤكداً ان الارهاب يستهدف كل من دخل في العملية السياسية سواء كان سنياً او شيعياً او كردياً او تركمانياً او مسيحياً. وقال"ان على الجهات المشتركة في الحكومة والداعمة للعنف ان تعي ان دعمها لن يوفر لها مكاسب سياسية وعليها اتخاذ موقف جديد من الارهاب". وشدد على ضرورة السير في العملية السياسية وفق موازين العدالة وتقاسم السلطات، وقال ان"الاطراف التي تطالب بخروج الاحتلال يجب ان تدرك ان خروجه لن يتم بالاسلوب العسكري وان هناك اساليب اخرى لاخراجه فهناك شعوب كثيرة استطاعت اخراج الاحتلال باستخدام الحل السلمي". واضاف ان"فتاوى المرجعية الدينية العليا ربطت التعامل مع الاحتلال بالضرورة القصوى وحصره لما فيها خير لمصلحة الشعب والوطن وحفظ الحقوق والحرمات". ولفت الى مخاطر الخط التكفيري على الامتين العربية والاسلامية. وقال"ان التكفيريين يقومون بقتل المسلمين واباحة اعراضهم وممتلكاتهم وتفكيك النسيج الاجتماعي للشعوب الاسلامية من خلال اثارة الاحقاد والفتن بين اعضاء المجتمع الواحد، كما هي الحال في العراق فضلاً عن تحطيم البنى التحتية في البلاد وهو ما كشف عنه تدمير جسر الصرافية الذي يعد من اهم المعالم الحضارية في بغداد".