كشفت "دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل أنه للمرة الاولى منذ أكثر من 25 عاماً فاق عدد المهاجرين من إسرائيل العام الماضي عدد المهاجرين إليها، ما يبعث على قلق الوكالة الصهيونية التي تدارست ووزارة الخارجية سبل وضع حد للهجرة العكسية وتفضيل مئات آلاف اليهود من دول الاتحاد السوفياتي السابق الهجرة إلى الولاياتالمتحدة ودول اوروبية أخرى على الهجرة إلى إسرائيل. ووفقاً للأرقام المتوافرة لدى دائرة الإحصاء، هاجر إلى إسرائيل عام 2006 نحو 15 ألف يهودي فقط، بينما حمل نحو 20 ألف إسرائيلي أمتعتهم وغادروا الدولة العبرية. ولفتت تقارير صحافية إلى أنها المرة الثالثة في تاريخ إسرائيل التي تسجل فيها هجرة سلبية، الأولى في أعقاب حرب تشرين اكتوبر 1973، والثانية بعد التضخم المالي الذي عصف بإسرائيل عامي 1983 و1984. وكانت تقارير أخرى أفادت الصيف الماضي ان عدداً كبيراً من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق الذين يسكنون شمال إسرائيل، شرعوا في ترتيب أوراق الهجرة في أعقاب الحرب على لبنان وعدم شعورهم بالأمان، فضلاً عن عدم الاعتناء بهم خلال الحرب. وأشارت التقارير إلى أنه منذ العام 2003 تشهد إسرائيل انخفاضا ملحوظاً في عدد المهاجرين إليها في مقابل ارتفاع ملموس في عدد الذين غادروها ولم يعودوا إليها بعد انقضاء عام وأكثر. وتوقعت دائرة الإحصاء ألا يزيد عدد المهاجرين إلى إسرائيل العام الحالي عن 14 ألف يهودي، في مقابل 19 الفاً العام الماضي، و21 ألفاً العام الذي سبقه، فيما معدل المغادرين سنوياً يفوق 20 ألفاً. ولم تستبعد أوساط تتابع موضوع الهجرة السلبية أن يكون عدد الذين هاجروا من إسرائيل أكبر بكثير من المسجل في دائرة الإحصاء المركزية التي لا تحصي من غادر إسرائيل قبل 20 عاماً، لكنه يزور أقاربه سنوياً بين المهاجرين، كما لا تحصي من غادر إسرائيل قبل ثلاث أو أربع سنوات لكنه لم يبلّغ السلطات الإسرائيلية رسمياً بأنه مهاجر. ووفقاً لدائرة الإحصاء، يبلغ عدد اليهود من دول الاتحاد السوفياتي السابق الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة نحو 750 ألفاً، معظمهم غادروا إليها أو إلى إسرائيل ثم غادروها بعد سنوات مطلع تسعينات القرن الماضي. وأشارت مصادر في الوكالة اليهودية إلى ان الجيل الثاني من هؤلاء لا يشعر بأي صلة أو ارتباط بإسرائيل بعكس الجيل الأول، ما دفع بالوكالة إلى تجنيد عدد من ناشطيها لينشطوا في أوساط الشباب. وزادت ان هناك 160 ألفاً آخرين من يهود الاتحاد السوفياتي السابق يعيشون في المانيا يشكلون 80 في المئة من اليهود هناك و50 ألفاً آخرين في استراليا.