توعّد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ب "بالثبور والويل كل من تسوّل له نفسه الوقوف في وجه الثورة والقوى الثورية في ليبيا أو المساس بسلطة الشعب". وخاطب القذافي تجمعاً للمنتسبين إلى "اللجان الثورية" تجمعوا أمام بيته في باب العزيزية في طرابلس في مناسبة الذكرى ال 21 للغارات الأميركية على طرابلس وبنغازي، وقال"إن مسيرة استعراض القوة التي قامت بها قوى الثورة تمثل مظاهرة سافرة لتأكيد قدرتنا على الدفاع عن الثورة ورسالة واضحة للأعداء في الداخل والخارج بأن عليهم التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي تحرك ضد الثورة". وحض القذافي قوات عسكرية وشبه عسكرية من اللجان الثورية تدفقت على طرابلس وبنغازي في"عرض قوة"بمناسبة ذكرى قصف المدينتين عام 1986، على"أن تكون جاهزة للدفاع عن الثورة"، وحذّرها من أن"القوى الطاغية والمتمادية والمتجاوزة لحدودها قد تعيد الكرّة إذا توافرت لها الشروط المناسبة، وانه لا يمكن وقفها إلا بالقوة". وتابع"قوى الثورة في ليبيا جاهزة لاقتحام أي مدينة أو موقع يوجد به الأعداء لسحقهم والقبض عليهم وإفشال مشاريعهم المعادية للثورة". وجدد الزعيم الليبي دعوته التي أطلقها قبل أسابيع من واحة آغاديس في شمال النيجر لاقامة الدولة الفاطمية الثانية في شمال افريقيا، مشيراً إلى أنها"خيار لا مفر منه"بحسب تعبيره، لإخراج المنطقة من مشاكل واحتقانات سياسية ومذهبية وعرقية. ووجه كلامه إلى الأميركيين باعتبارهم"القوة الوحيدة القادرة على التأثير في الدولة العبرية"، قائلاً إن"الخيار الوحيد لانهاء الصراع في فلسطين هو اقامة دولة ديموقراطية موحدة للفلسطينيين واليهود فوق أرض فلسطين، وإن كل مشاريع السلام التي قدمها العرب لا تعدو كونها تفريطاً في الحقوق وتعقيداً للصراع الدائر في المنطقة". وعبر عن ارتياحه لمستوى العلاقات الليبية - الأميركية في ظل حكومة الرئيس جورج بوش وندد في شدة بسياسات الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان واصفاً اياه بانه كان مجنوناً وعدوانياً تسبب في توتير العلاقات الليبية - الأميركية. ومعلوم ان الغارات الأميركية على طرابلس وبنغازي التي قُتل فيها عشرات نُفّذت في عهد ريغان الذي بررها بأن ليبيا ضالعة في تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية في 1986. ويأتي كلام القذافي عشية وصول نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي إلى طرابلس في أرفع زيارة لمسؤول أميركي إلى ليبيا منذ السبعينات. في غضون ذلك أكدت"اللجان الثورية"التي اشرفت على تنظيم مسيرات أمس تمسكها ب"الخيارات الثورية"وبقيادة القذافي للثورة. وتعهدت في وثيقة تُليت أمام المشاركين في مسيرة طرابلس بحضور نجل الزعيم الليبي المعتصم القذافي،"مستشار الأمن القومي"، وقيادات تاريخية للثورة، بأنها"ستسحق كل من تسوّل له نفسه المساس بالثورة أو قيمها وثوابتها من فلول الرجعية والرأسمالية والحزبيين والتكفيريين والزنادقة". ونفّذ كوادر من"حرس الثورة"شاركوا في استعراض القوة، تمارين بوسط طرابلس تمثلت في"اقتحام مواقع"والاشتباك مع اعداء مفترضين".