أثارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عاصفة جديدة في واشنطن بالتلميح إلى احتمال قيامها بزيارة ديبلوماسية رسمية لإيران شبيهة بزيارتها الأخيرة لسورية والتي ما زالت تتعرض لانتقادات من البيت الأبيض وفريق الرئيس جورج بوش. تزامن ذلك مع تحذير موسكو من"عواقب كارثية"إذ نفذت إدارة بوش عملية عسكرية ضد إيران، في وقت أعربت روسيا عن"قلق بالغ"إزاء إعلان طهران احتمال انسحابها من معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. كما انتقد مسؤولون روس مناورات لسلاح الجو الإيراني في محيط مفاعل بوشهر. في الوقت ذاته، اعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني"الظروف مواتية"لمفاوضات من اجل تسوية أزمة الملف النووي الإيراني، مبدياً استعداده للقاء جديد مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. بيلوسي من جهة أخرى، رحبت رئيسة مجلس النواب الأميركي في مؤتمر صحافي مع رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس توم لانتوس، باقتراح الأخير القيام بزيارة ديبلوماسية لطهران وفتح حوار مع الرئيس محمود أحمدي نجاد، رغم تصريحاته"غير المنصفة والخارجة عن إطار التمدن". وأبدى لانتوس، وهو أحد الناجين من"المحرقة"النازية التي شكّك نجاد بها، خلال المؤتمر الصحافي ليل الثلثاء - الأربعاء، استعداده لزيارة طهران"على أول طائرة صباحاً". وشدد على"أهمية فتح حوار مع الرئيس الإيراني". وأثنت بيلوسي على موقفه آخذة في الاعتبار موقعه النيابي وتجربته الشخصية، تاركة الاحتمال مفتوحاً للقيام بهذه الزيارة، ومؤكدة"أهمية الحوار"، رغم القطيعة الديبلوماسية بين واشنطنوطهران، منذ خطف الرهائن في السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية عام 1979. روسيا في موسكو، اعتبر النائب الأول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف ان حرباً على إيران"ستؤدي الى كارثة". وشدد على موقف بلاده الداعي الى حل الأزمة بالطرق السياسية. واعتبر ان طهران تمتلك حق تطوير التقنيات النووية السلمية، لكن"عندما يدور الحديث عن تخصيب اليورانيوم فهذه مسألة أخرى لأن التخصيب يجب أن يخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المختصة بمتابعة أي حجم وكمية يجري التخصيب". ولفت إلي زيادة التكهنات حول احتمال توجيه ضربات عسكرية إلى إيران، معتبراً ذلك"طريقاً نحو المجهول، ويفتح الطريق على كارثة". كما أعربت الخارجية الروسية عن"قلقها البالغ"بسبب تهديد طهران بالانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي، معتبرة ذلك تطوراً خطيراً في مسار الأزمة. وأبدت موسكو"استغراباً واستنكاراً شديدين"لإجراء طهران مناورات جوية قرب مفاعل بوشهر. وأفادت مصادر روسية ان القوات الإيرانية نفذت صباح السادس من نيسان أبريل الجاري، مناورات استخدمت خلالها دفاعات صاروخية. وقالت مصادر"روس اتوم ستروي"التي تعمل لإنجاز العمل في بناء المحطة ان الخبراء الروس الذين يصل عددهم إلى حوالي ألفي شخص يسكنون في مجمع قرب المفاعل"استيقظوا مع أفراد عائلاتهم على أصوات انفجارات هزت المكان". إلى ذلك، نفت مصادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تكون تكهنت بموعد"لتطوير طهران سلاحاً نووياً". وقالت ان تصريحات للناطقة باسم الوكالة مليسا فليمينغ"أسيئ فهمها"، لأنها كانت تتحدث عن تقارير نشرت في هذا الشأن لا تقديرات للوكالة.