اطلقت واشنطن تحركاً ديبلوماسياً في اتجاه المنطقة لدرس الازمة النووية الايرانية مع دولها، واعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس امام الكونغرس أمس، عزمها على زيارة المنطقة الاسبوع المقبل"للبحث في سبل التصدي للتحدي الإيراني"، في حين اعلنت موسكو عن لقاء بين وزير خارجيتها سيرغي لافروف ورايس في واشنطن في 6 و 7 آذار مارس للبحث في الملفات الدولية وبينها المشكلة النووية الايرانية. راجع ص 8 وأوضحت مصادر في الخارجية الاميركية ان زيارة رايس ستقودها الى مصر والسعودية، في حين يصل المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت إلى أنقرة اليوم، لاجراء محادثات مع مسؤولين في الخارجية التركية في شأن"مساعي إيران لحيازة أسلحة نووية والتدابير الديبلوماسية الدولية لحل هذه المسألة". في غضون ذلك، قال وزير الداخلية الاماراتي الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ان الخطر الذي يمثله مفاعل بوشهر النووي الايراني هو"من النوع الذي لا يمكن التكهن به"او الوقاية منه، مشيراً الى ان بلاده تعمل للاستعانة بخبرات دول لها تجارب في مجال مواجهة كوارث التسرب الاشعاعي. واعلنت الخارجية الاميركية ان الرئيس جورج بوش يعتزم الطلب من الكونغرس تخصيص 75 مليون دولار لتمويل"تشجيع الديموقراطية في ايران"، وأوضحت ان هذا المبلغ يهدف الى عزل النظام وتقوية المنظمات الديموقراطية داخل هذا البلد، مشيرة الى انها ستحصل على ترخيص خاص من وزارة الخزانة لتجاوز قانون العقوبات الاميركية على طهران. واعتبر احد المسؤولين في الخارجية ان لدى المجتمع الدولي، وخصوصا الحكومات العربية، قلقاً حقيقياً من خطوات النظام الايراني سواء في الملف النووي او في ملف العراق، حيث تسعى طهران الى زعزعة النظام في بغداد والتسبب في توتر بين الطوائف العراقية. وشدد على الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى دمشق أخيراً ولقائه مع قادة تنظيمات فلسطينية راديكالية. وقال ان رفض ايران العرض الروسي لتخصيب اليورانيوم دليل آخر على انها لا تنوي العودة عن المسار الذي تتبعه، وتحدث عن لقاءات مرتقبة في موسكو في اطار مجموعة الثماني والى لقاء موسع مع اعضاء حلف شمال الاطلسي لمناقشة الملف الايراني، لكنه شدد على ان الولاياتالمتحدة ملتزمة التحرك الدولي ولن تقوم بخطوات فردية في هذا الشأن. من جهته، قارن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي السياسة الأميركية بلعبة كرة القدم. وقال في العاصمة الارمنية يريفان ان"الأميركيين يحبون كرة القدم الأميركية التي تعتمد على الهجوم، ويضربون خلالها بعضهم بعضاً أو الحكم، في حين نفضل الشطرنج، ونحب أن نلعب ونتخذ القرارات من خلال التأمل الهادئ". وذكر ناطق باسم البرلمان الاوروبي ان متقي سيزور بروكسيل الاثنين المقبل للقاء اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان. وحضت المفوضية الأوروبية طهران على قبول الاقتراح الروسي الخاص بتخصيب اليورانيوم الايراني، مؤكدة انه لا يزال هناك وقت للحيلولة دون احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن. وأبدى وزير الخارجية الروسي رفض بلاده في شكل قاطع خيار فرض عقوبات اقتصادية على طهران، مشيراً الى أن"الحصار والعقوبات الاقتصادية لم تسهم في مجتمعنا المعاصر في نزع فتيل أي أزمة أو حل أي مشكلة حول العالم". ورأى لافروف أن ما يجب طرحه الآن وتكثيف الجهود في شأنه هو العمل للتحقق من طبيعة برامج إيران النووية وحل الأزمة مع الغرب من طريق الحوار والمفاوضات، معلقاً أهمية كبرى على المحادثات التي ستجرى في موسكو الأسبوع المقبل، حول اقتراح روسيا تخصيب اليورانيوم الايراني على أراضيها. ويتوقع أن يزور رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كرينوفكي إيران قريباً، لدرس سبل التعاون بين البلدين في المجال النووي، وتفقد محطة بوشهر النووية التي يساهم خبراء روس في بنائها. الامارات وفي مقابلة مع وكالة"فرانس برس"، اوضح وزير الداخلية الاماراتي ان"الخطر الذي يمثله مفاعل بوشهر النووي هو من النوع الذي لا يمكن التكهن به ولا الوقاية منه بالمعنى العملي، ولا توجد أي جهات دولية يمكنها ان تقدم اي نوع من الضمانات الملموسة"في هذا المجال. واضاف ان"الاستشعار عن بُعد بأنواعه كافة، لا يساعد في الوقاية من اي نوع من التسرب يمكن ان يحصل من هذا المفاعل لأي سبب، نظراً الى السرعة الهائلة التي يمكن ان تتحرك بها السحابة النووية المشعة والتي تقاس بالثواني". لكنه اكد ان بلاده"تعمل باستمرار للاستعانة بخبرات الدول التي مرت بتجارب مماثلة، مثل دول الحلف الاطلسي والتي اضطرت الى مواجهة كارثة انفجار المفاعل النووي الروسي تشرنوبيل"في 1986.