يتوقع أن يعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رسمياً اليوم، استئناف برامج البحوث النووية التي تشمل العمل في أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وذلك بعد فض مندوبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أختاماً وضعوها على المنشآت المعنية. راجع ص7 وافادت مصادر في الوكالة الايرانية للطاقة الذرية ان استئناف البحوث يهدف الى فرض"أمر واقع"قبل العودة الى طاولة المفاوضات مع الترويكا الأوروبية فرنسا والمانيا وبريطانيا في 17 الشهر الجاري، والهادفة الى التوصل الى مخرج للازمة النووية مع الغرب. جاء ذلك في وقت عكفت طهرانوموسكو على وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق يجري بموجبه تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية، لتبديد مخاوف الغرب من استخدام التخصيب لتطوير أسلحة نووية. وتوقعت مصادر إيرانية نجاح وفد برئاسة فالنتين سوبوليف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، في إقناع طهران بالموافقة على نقل عمليات تخصيب اليورانيوم الى الاراضي الروسية"لفترة ستة اشهر"، تحاول خلالها ايران اقناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستئناف هذه النشاطات على اراضيها. واضافت المصادر أن ايران قررت اللجوء الى هذا الخيار في حال فشلت في اقناع الجانب الروسي الذي يحظى بدعم اوروبي واميركي، بتوزيع نشاطات التخصيب بين الأراضي الايرانية والروسية على حد سواء، على ان تعمد طهران الى"مقايضة"موافقتها على الاقتراح الروسي، برضى دولي عن استئنافها البحوث العلمية لانتاج دورة الوقود النووية وتخصيب اليورانيوم لأهداف علمية. ونفى عضو مجلس الأمن القومي ومسؤول الوفد الايراني المفاوض مع الروس جواد وعيدي وجود تهديدات من موسكو بوقف التعاون في استكمال بناء مفاعل بوشهر، في حال رفض ايران العرض الروسي. كذلك اكد وعيدي ان القرار الايراني باستئناف البحوث النووية"لا ينتظر الموافقة الغربية وان الرسائل الموجهة الى الوكالة الدولية لا تعني طلب الاذن لذلك"، بل تهدف الى توضيح النشاطات الايرانية. وشدد الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي على ان استئناف برنامج البحوث سيكون في اطار"معاهدة حظر الانتشار النووي وتحت رقابة الوكالة الدولية"، مؤكداً"عدم وجود صلة بين البحوث وموضوع التخصيب". ورفض آصفي البيان الذي اصدره الاتحاد الاوروبي وطالب فيه بعدم استئناف البحوث التي اعتبر أنها"لم تكن يوماً على جدول اعمال المحادثات الايرانية - الاوروبية ولا يحق للغرب منعها". وطالب الاتحاد الاوروبي ب"التخلي عن لهجة التهديد والتزام الحوار على اساس الاحترام المتبادل". وفي فيينا أ ف ب، أعلنت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينغ أن الوكالة تلقت رسالة ثانية من إيران أمس، تتعلق باستئناف البحوث النووية، مشيرة إلى أن الرسالة الجديدة"لا تلبي كسابقتها طلب الوكالة إيضاحات"بشأن البحوث.