يجتمع وزراء مجموعة الأربعة، المؤلفة من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوالبرازيلوالهند، غداً في نيودلهي في محاولة أخيرة لكسر الجمود في مفاوضات التجارة الدولية. وكانت"جولة الدوحة"لمفاوضات التجارة الدولية برعاية منظمة التجارة واجهت صعوبات، خصوصاً في ما يتعلق بقضية الدعم الزراعي. وقال مسؤول هندي مشارك في المفاوضات ان وزراء مجموعة الأربعة أجروا اجتماعات ثنائية خلال الأشهر القليلة الماضية، ويأملون في التوصل إلى إجماع في شأن النقاط التي تشكل عقبات رئيسة خلال محادثاتهم التي ستبدأ غداً وتستمر يومين. ومن المقرر ان يحضر الاجتماع المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون والممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب ووزير الخارجية البرازيلي سلسو أموريم ووزير التجارة والصناعة الهندي كمال ناث. وبدأت جولة مفاوضات الدوحة التي استمرت خمس سنوات وتهدف إلى الحد من الحواجز التجارية في العاصمة القطرية الدوحة، عام 2001 وانهارت في تموز يوليو الماضي بسبب خلافات بين أعضاء رئيسيين في منظمة التجارة العالمية حول خفض الدعم الزراعي في الدول الصناعية وتحرير أسواق الخدمات في الدول النامية. وأُعيد إطلاق المفاوضات في كانون الثاني يناير الماضي، لكن نقاط الخلاف الرئيسة ظلت من دون حل، خصوصاً رفض الولاياتالمتحدة خفض دعمها لمزارعيها، فيما يؤيد الاتحاد الأوروبي ومجموعة الپ20 التي تشمل الهندوالبرازيل مطلب خفض الدعم الزراعي. وتدافع الدول النامية عن مواقفها بالقول إن مزارعيها في حاجة إلى فرص متساوية ولن يكون في مقدورهم المنافسة إذا أعطت دول كالولاياتالمتحدة مساعدات ضخمة لمزارعيها. وتدعو هذه الدول نظيراتها المتقدمة إلى خفض هذه المساعدات بينما تبقي هي عليها إذ ان عدداً كبيراً من سكانها يعتمدون على الزراعة مصدراً للرزق. كما تقاوم، بزعامة الهندوالبرازيل، ضغوطاً لإجراء تخفيضات كبيرة على الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصناعية. وعند سؤاله عن احتمالات الاتفاق بين مجموعة الأربعة في نيودلهي، قال مسؤول هندي مشارك في المفاوضات"إن الوضع هش، فهو يتوقف بشكل كامل على الزراعة". ويُعتبر تحقيق إجماع في هذا التوقيت بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وهما أكبر اقتصادين تجاريين، وبين أبرز الدول النامية، البرازيلوالهند، أمراً مهماً لنجاح جولة الدوحة. ويسود شعور بالأهمية الملحة لمفاوضات هذا الأسبوع مع قرب انتهاء السلطة التي منحها الكونغرس لللرئيس جورج بوش لإبرام الاتفاقات التجارية مطلع حزيران يونيو المقبل. وسيكون على المنظمين الأميركيين عند انتهاء هذه الصلاحية الرجوع إلى الكونغرس للحصول على موافقته بالنسبة لأي تنازل يريدون تقديمه في مفاوضات التجارة. وقال مسؤول هندي ان"الوقت على وشك النفاد. إننا نجتمع ثنائياً، لكننا الآن في حاجة إلى اجتماع عام للتوصل إلى نوع من الإجماع، ونأمل ان نكون قادرين على المضي قدماً في هذا الاجتماع". لكن وزير التجارة والصناعة الهندي كمال ناث كان أشار في وقت سابق إلى ان الهند تفضل عدم التوصل الى اتفاق على التوصل إلى اتفاق سيئ. أما ماندلسون فأوضح"إن هذه المفاوضات مهمة وتأتي في الوقت المناسب. وإذا كنا نريد ان نستفيد من الفرصة الباقية المتاحة لنا، فإننا نحتاج إلى تعزيز وتسريع عملية التفاوض". وإذا نجحت مجموعة الأربعة في التوصل إلى حل وسط، فإن جولة مفاوضات الدوحة التي من يتوقع ان تحسن معيشة الملايين يمكن ان تكتمل بحلول نهاية السنة.