صرّح المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون أمس انه"ما زال ملتزماً التوصل إلى اتفاق تجاري دولي في نهاية السنة الجارية، على رغم تأزم المحادثات مؤخراً". وأصر على ان"المحادثات لا يمكن ان ترتكز فقط على الشق الزراعي من دون سواه". وكان الممثل التجاري الأميركي روبرت بورتمان أشار في ختام المحادثات التجارية أول من أمس، الى ان"المفاوضات انتهت متعثرة"، ملقياً اللوم على الاتحاد الأوروبي ومعتبراً انه"يتحمل مسؤولية توقف دورة المفاوضات بعد مرور 4 سنوات من المحادثات الشاقة، إذا لم يعدّل موقفه بخصوص الإصلاحات الزراعية". وأضاف بورتمان، الذي شارك في محادثات جمعته بوزراء تجارة الاتحاد الأوروبي والبرازيل والهند واستراليا، ان"الاتحاد لم يقدم أي اقتراح جديد يهدف إلى فتح اسواقه الزراعية أمام المنافسة، وهو ما يطالب به سائر الأطراف الأخرى". وأشارت كل من البرازيل والهند انه"لن يتم تسجيل أي تقدم في النواحي الأخرى، حتى يحصل تطور نوعي في المحادثات الزراعية، إذ على هذا القطاع ترتكز مصالح الدول النامية"، في حين أمل ماندلسون"تحقيق تقدم في المسائل غير الزراعية، ما يسمح للشركات الأوروبية بتصدير منتجات مصنعة عالية الجودة والخدمات إلى الأسواق النامية الكبرى كالبرازيل والهند". وكانت مجموعة دول الپ"20"وأستراليا والولاياتالمتحدة اقترحت تحديد نسبة المنتجات"الحساسة"المعفية من التخفيضات الضريبية ب 1 في المئة من مجمل المنتجات التجارية، في حين يصر الاتحاد الأوروبي على رفع هذه النسبة إلى 8 في المئة. كما قدمت الولاياتالمتحدة عرضاً بخفض سقف الدعم السخي الذي تقدمه لمزارعيها بنحو 60 في المئة على مدى 5 سنوات، آملة بان يقدم الاتحاد الأوروبي من جانبه على أجراء تخفيضات حادة في التعرفات الجمركية على وارداته الزراعية. وتجد المفوضية الأوروبية نفسها في مأزق، تحت تنامي الضغط من فرنسا أكبر المستفيدين من الضرائب الجمركية على المنتجات الزراعية التي أصرت على لسان وزير داخليتها نيكولا ساركوزي على"عدم تقديم تنازلات جديدة". وضم وزير التجارة الأسترالي مارك فايل صوته إلى وزير التجارة الأميركي قائلاً ان"الاتحاد الأوروبي فشل في تقديم اقتراحات مجدية في المواضيع كافة"، محذراً من"انفراط محادثات دورة الدوحة، حيث ستكون الدول النامية الأكثر تضرراً". ويتعين على وزراء التجارة في الدول ال148 الأعضاء في منظمة التجارة العالمية ان يوافقوا على مشروع معاهدة في اجتماعهم في كانون الأول ديسمبر المقبل في هونغ كونغ. وفي حال فشلوا، فإن الأمر يعني فشل"جولة الدوحة"التأمت في 2001 التي ارتكزت على دعم الاقتصاد العالمي وانتشال الملايين من سكان العالم من الفقر من خلال خفض الحواجز الضريبية. إذ توقع البنك الدولي ان نجاح المحادثات سيؤدي إلى تعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 300 بليون دولار.