أعلنت الحكومة السويسرية في بيان أمس أن وزراء التجارة المجتمعين في دافوس "تعهدوا" إعادة إطلاق المفاوضات في إطار منظمة التجارة العالمية ل "التوصل الى اتفاق واسع" يناسب جميع الأطراف. وأمل الوزراء في"استئناف سريع للمفاوضات على نطاق واسع في جنيف"حيث يقع مقر المنظمة. فيما كشف المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي أن مجموعة من وزراء التجارة الرئيسيين"أيدوا دعوتي الى استئناف محادثات التجارة العالمية المتعثرة، على رغم عدم تحديد جدول زمني لذلك". وأكد لدى خروجه من الاجتماع أن إعادة إطلاق جولة الدوحة"تتطلب مقترحات جديدة من جميع الأطراف". وأوضح أن هذه المفاوضات"لن تجرى وفق الأسس التي عرقلت مسيرة تموز يوليو الماضي، ويجب أن يكون هناك عرض أميركي جديد في شأن تعويضات الزراعة، وكذلك الأمر بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي في شأن الرسوم الزراعية، فضلاً عن عرض جديد هندي - برازيلي في شأن المنتجات الصناعية والخدمات". ولمح الى أن هناك"عرضاً اميركياً قيد التحضير". وكان 30 وزير تجارة يمثلون الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، اجتمعوا أمس على هامش"منتدى دافوس الاقتصادي العالمي"في مسعى الى إعادة إطلاق المفاوضات للتوصل الى اتفاق تجاري جديد. وهذه المفاوضات التي يطلق عليها"جولة الدوحة"معلقة منذ الصيف الماضي بسبب خلافات عميقة حول الزراعة، تهدف الى خفض الحواجز الجمركية في العالم. وقال المفوض الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون للصحافيين:"علينا أن نعلن للعالم أن جولة الدوحة لم تمت"، داعياً"الجميع الى إبداء مرونة في الأشهر المقبلة". واعتبرت الحكومة السويسرية في بيانها أن"هذه الإشارة الواضحة"التي أرسلها الوزراء"لاقت دعماً أكيداً من القادة السياسيين والفاعلين الاقتصاديين المجتمعين في دافوس". وكان عدد من القادة العالميين، بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، دعوا أول من أمس الى"إعادة إطلاق هذه المفاوضات". إذ رأى الرئيس البرازيلي أن على الولاياتالمتحدة"خفض الدعم الزراعي، وكذلك الاتحاد الأوروبي فضلاً عن فتح أسواقه في شكل أكبر". وتعارض فرنسا تقديم تنازلات أوروبية جديدة في المجال الزراعي. وأكد ماندلسون ان"على أي جهة فاعلة أن تقطع تعهدات جديدة وإظهار مزيد من المرونة في مجال السلع غير الزراعية الصناعية والخدمات". ورأى أن"الاتحاد الأوروبي على استعداد للقيام بدور في المجال الزراعي متى توافرت الشروط". وفيما حذر بلير من تداعيات"كارثية"لأي فشل في جولة الدوحة، اعتبر أن"هناك فرصة قوية لاستئناف المحادثات". وكشف وزير التجارة الهندي كمال ناث أن بلاده"لن تقبل أي اتفاق يهدد مئات ملايين القرويين في الهند". وأوضح أن"الدول المتقدمة تريد حماية أرباح المزارعين لديها الذين يتلقون الدعم، وزيادتها". وأعلن ناث وماندلسون أنهما"ينتظران أن تقوم الولاياتالمتحدة بمبادرة". غير أن واشنطن ترفض التزام أي خفض في دعمها المزارعين، من دون خفض الرسوم الجمركية في الدول الأخرى، وخصوصاً في الاتحاد الأوروبي. وهدد ماندلسون ب"سحب عرضه بخفض الرسوم الجمركية الى النصف على الواردات الزراعية". وأوضح ل"وكالة فرانس برس"أنه لا يستطيع الإبقاء على عرضه"إذا لم يقم الآخرون بالمثل". وبدا ماندلسون، الذي يمثل 27 طرفاً، متفائلاً في حديث الى"فايننشال تايمز"، مرجحاً قدرته على"تحقيق اختراق في أكبر الملفات المتعلقة بالزراعة والمنتجات الصناعية خلال شهر". وحملت فرنسا التي تعارض أي تنازلات جديدة من الاتحاد الاوروبي، على ماندلسون كونه يتعامل مع رغباته على أنها"حقائق على ارض الواقع"، بحسب ما أعلنت الوزيرة المنتدبة لشؤون التجارة الخارجية كريستين لاغارد. فيما اعترفت المندوبة الأميركية للتجارة سوزان شواب أن الطريق أمام الفرقاء"ما زالت طويلة"قبل التوصل الى اتفاق. وفضلت الحديث عن"أرقام كبيرة"في موضوع خفض الدعم الزراعي والرسوم الجمركية. وأضافت:"في كل مرة نتحدث في ذلك، ينتهي بنا الأمر الى تبادل الاتهامات، وتنتهي المناقشات الى مأزق". وأمل لامي في حلحلة المفاوضات بحلول نهاية آذار مارس المقبل، للحصول من الكونغرس الأميركي على تجديد ضروري في ما يتعلق بالتفاوض التجاري، للسلطات الخاصة التي فوضها سابقاً الى البيت الأبيض.