دهمت وحدة عراقية خاصة تساندها قوات "التحالف" مديرية المعلومات والتحقيقات الوطنية في البصرة حيث كشفت أدلة على تورط أفراد المديرية في أعمال تعذيب وهجمات بالعبوات، بحسب الجيش البريطاني. وأفادت الشرطة أن"قوات عراقية اقتحمت مبنى وكالة المعلومات والتحقيقات المحلية الوطنية التابعة لوزارة الداخلية في جنوب مدينة البصرة، وأطلقت أكثر من 37 سجيناً كانوا معتقلين هناك". وقال الناطق باسم الجيش البريطاني الميجور ديفيد جيل إن"وحدة عراقية خاصة نفذت بإسناد قوات متعددة الجنسية عملية تفتيش ودهم في ساعات الصباح المبكرة اليوم استهدفت موقعين للاشتباه بهما". وأوضح أن"خمسة أشخاص اعتقلوا للاشتباه في تورطهم في نشاطات ارهابية خطيرة تتضمن المشاركة بهجمات بالعبوات ضد المدنيين وقوات متعددة الجنسية في الموقع الأول"، لكنها لم توضح عن مكان هذا الموقع. وأكد أن"القوة تحركت في اتجاه مقر الاستخبارات الوطنية العراقية وعُثر على أدلة إجرامية خطيرة وتورطهم في عمليات تعذيب". وبعد إنتهاء عمليات الدهم، سمح أفراد المديرية الذين يرتدون بزات سوداء وأقنعة، للصحافيين بمشاهدة بنايتهم بما فيها زنازين السجناء. وقال مراسل وكالة"فرانس برس"إن"أثاث المبنى مبعثر والابواب محطمة وأُطلق جميع المعتقلين". وتواجه القوات البريطانية التي تنتشر في محافظة البصرة فساداً خطيراً بين عناصر وحدات الشرطة، مردها خصوصاً ارتباطها بأحزاب وميليشيات مسلحة. ولم يعرف ما اذا كانت القوة التي نفذت عملية الدهم لمساندة القوات العراقية، أميركية مثلما ادعى السكان والشرطة أو بريطانية كتلك المنتشرة عادة في البصرة. إلا أن سجيناً رفض الفرار ذكر أن قوة أميركية - عراقية اقتحمت مبنى المديرية الذي يقع ضمن مجمع قيادة شرطة البصرة في منطقة الحكمية 3 كلم عن مركز المدينة وحطمت زجاج النوافذ وعبثت بموجودات المديرية بحثاً عن وثائق تطلبها. وقال إن"غالبية السجناء الذين أطلقوا هم من المتهمين بجرائم عادية كالقتل والتسليب والاغتصاب والسرقة ومعظمهم من العرب الشيعة. وأنا رفضت الهرب لأنني لم أرتكب جرماً كبيراً، ولم يبق من فترة محكوميتي إلا القليل". وذكرت مصادر في مديرية المعلومات أن القوة المشتركة كانت تقرأ وثائق ولوائح التهم الموجهة الى هؤلاء ثم تأمرهم بمغادرة السجن، وتوزع عليهم مفاتيح السيارات التابعة للمديرية كي يهربوا بها. وجاء في بيان للقوات المتعددة الجنسية أن القوات البريطانية إعتقلت خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في نشاطات"إرهابية"اعتقلوا عندما دهمت"القوة المضادة للإرهاب"العراقية منزلاً يقع في حي الطويسة. وأضاف البيان أن قوة عراقية دهمت مبنى الاستخبارات في حي الزهراء وسط مدينة البصرة حيث اكتشف حوالى 30 محتجزاً، مشيراً الى أدلة على ممارسة تعذيب هناك. وتركت القوة المهاجمة قصاصات رسم عليها شعار جمهورية العراق، نثرتها في أروقة المبنى وكُتب عليها أيضاً عبارات تقول إن"العملية تمت بموافقة الحكومة المركزية والحكومة المحلية. إذا وجد شخص معتقل فهو مطلوب للحكومة العراقية".