تظاهر جنود عراقيون سابقون لليوم الثالث على التوالي في بغداد احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم، وامتدت المواجهات أمس الى الناصرية حيث أطلقت القوات الإيطالية النار على جنود عراقيين سابقين لدى محاولتهم استلام رواتبهم الشهرية. وقتلت القوات الاميركية في كركوك جنديين عراقيين. وتعرضت قاعدة أميركية في كركوك لاطلاق قذائف "هاون"، كما تعرض جنود بلغار في كربلاء الى قصف مماثل. واعتقلت القوات الأميركية ستة أشخاص في بعقوبة للاشتباه بتورطهم في شن هجمات على قوات التحالف. وأغلق الجيش الاميركي معتقل "كروبر" في مطار بغداد. تظاهر حوالى 150 جندياً عراقياًَ سابقاً لم تدفع رواتبهم في بغداد لليوم الثالث على التوالي امام مقر يصرف فيه الاميركيون عادة الرواتب. وتجمع المتظاهرون للمطالبة برواتبهم على رغم الاعلان عن تأجيل صرف الرواتب. وقال حمزة مهدي 23 سنة الذي يسعى لتحصيل راتبه منذ 18 ايلول سبتمبر: "سنأتي كل يوم حتى يدفعوا لنا". وامتدت الاضطرابات الى الناصرية حيث أطلقت القوات الإيطالية النار على جنود عراقيين سابقين لدى محاولتهم استلام رواتبهم الشهرية في ملعب رياضي في مدينة الناصرية 380 كيلومتراً جنوببغداد. واستخدمت القوات الإيطالية قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين نقل على إثرها عدد منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ورشق المتظاهرون القوات الإيطالية بالحجارة التي اضطرت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الملعب وقامت بتفريقهم باستخدام الغازات المسيلة للدموع. وتخشى القوات الاميركية من تكرار احداث العنف التي وقعت نهاية الاسبوع الماضي، اذ قتل ثلاثة عراقيين على الأقل وأصيب عشرات في الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين القوات الأميركية والبريطانية مع مئات الجنود العراقيين السابقين في بغداد والبصرة والحلة والناصرية. وتقول الادارة المدنية الاميركية في العراق ان انصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يغذون القلاقل بنشر إشاعات عن عدم وجود ما يكفي من المال لدفع تعويضات لكل العسكريين. وكانت الادارة المدنية للتحالف في العراق بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق حلت الجيش العراقي في أيار مايو الماضي مما دفع الجنود الى تنظيم عدة تظاهرات غاضبة. ووافقت الادارة في وقت لاحق على دفع 40 دولاراً لكل جندي. ويصطف الآلاف يوميا عند مراكز دفع التعويضات في شتى انحاء العراق. مقتل عراقيين في كركوك وفي كركوك، قال الضابط عثمان عوض محمد في الشرطة العراقية ان جنديين عراقيين سابقين قتلا مساء الأحد في كركوك بأيدي القوات الاميركية التي حسبتهما متظاهرين، وأضاف: "قتل احمد عبدالستار 21 سنة ورائد كمال مهدي 25 سنة عندما كانا ينتظران مع مجموعة من الجنود السابقين الآخرين سيارة اجرة لنقلهما الى منزليهما بعد ان فشلا في قبض رواتبهما فأطلق الجنود الاميركيون رصاصاً في الهواء ثم في اتجاه المجموعة". إلى ذلك، قال مصدر أمني في مدينة كركوك ان قذيفتي "هاون" اطلقتا أمس على ساحة في مدينة كركوك تتمركز فيها قوات اميركية. واضاف ان الهجوم لم يسفر عن وقوع اصابات فيما تمكن المهاجمون من الفرار. وكان هجوم مماثل وقع صباح الاحد استهدف القوات البلغارية في مدينة كربلاء الجنوبية من دون وقوع ضحايا. وقال القومندان اندرزي فتروفسكي من الكتيبة المتعددة الجنسية التي تقودها بولندا: "اطلقت قذيفتا هاون صباح أمس على معسكر الكيلو، سقطت احداهما خارج المعسكر والثانية على سياجه. لم تسجل اصابات أو قتلى أو أضرار". ونجح المهاجمون في الفرار في سيارة اطلقوا منها النار على المقر العام للجنود البلغار. وفي سامراء 100 كلم شمال بغداد، فجرت عناصر مجهولة ليل أول من أمس مقراً للشرطة العراقية، مما أسفر عن تدمير ثلاث سيارات من دون وقوع ضحايا. وذكر شهود ان هذا المركز كان شهد عملية ترميم واسعة من جانب القوات الأميركية بهدف استخدامه مقراً لها. في غضون ذلك هاجم أفراد ناقلة أشخاص أميركية لحظة مرورها أمس في مركز مدينة سامراء، وذكر شاهد ل"الحياة" ان المهاجمين لاذوا بالفرار بعد ان تمكن جنود أميركيون من اعطاب السيارة التي كانوا يستقلونها. كما تم تفجير ناقلة جنود أميركية بعبوة ناسفة لدى مرورها على طريق زراعي يربط سامراء بمشروع "ري الاسحاقي". واعتقلت القوات الأميركية ستة أشخاص في حملة تفتيش في قرية قرب بعقوبة دهمت خلالها مجموعة من المنازل بحثاً عمن تشتبه بتورطهم في شن هجمات على قواتها. ودخل الجنود الأميركيون بالتعاون مع أفراد من الشرطة العراقية القرية تدعمهم مروحيات أباتشي. وذكرت القوات الأميركية انها عثرت على كمية من الأسلحة بينها بنادق "كلاشنيكوف" وقنابل يدوية ومتفجرات. اغلاق معتقل كبير في بغداد إلى ذلك، أعلن الجيش الاميركي أمس اغلاق معتقل "كروبر"، وهو سجن كبير اقيم في مطار بغداد يعتقل فيه مئات العراقيين تحت خيام كبيرة. وقال الناطق العسكري الاميركي اللفتانت كولونيل جورج كريفو ان كامب كروبر "اغلق". وكان المعتقل، الذي سجن فيه المعتقلون في خيام تحت شمس الصيف الحارقة، موضع العديد من الانتقادات من منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. واحتجت منظمة العفو الدولية خصوصاً على الظروف "المهينة" لاعتقال السجناء. وقال كريفو انه تم نقل المعتقلين الى "منشآت افضل"، موضحاً ان معظمهم نقل الى السجن المركزي في بغداد.