أكدت السعودية مجدداً أمس على لسان وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل انه "لا تعديل ولا تبديل في أي بند من بنود مبادرة السلام العربية" التي أُقرت في قمة بيروت العام 2002، في حين يبدأ المجلس الوزاري العربي اليوم تحضير جدول اعمال القمة بما يتضمنه من مشاريع قرارات وتوصيات تتعلق بأوضاع وقضايا العالم العربي ومصالح شعوبه، في شؤون السياسة والاقتصاد وتنمية المجتمعات. وحصلت"الحياة"على مسودة مشاريع القرارات التي جاءت في أكثر من 10 آلاف كلمة. نص مشاريع القرارات عن فلسطين ولبنان والعراق صفحة 7 وقال الفيصل في رد على سؤال بشأن مبادرة السلام العربية:"لقد سبق أن قلت عشرين مرة انه لا تعديل ولا تبديل على مبادرة السلام العربية، وهذه آخر مرة سأقول فيها هذا الكلام". ويأتي هذا التأكيد السعودي غداة اجتماع وزير الخارجية السعودي ونظرائه المصري والاردني والاماراتي مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، الذي عقد في أسوان في مصر أول من أمس، إذ فُسّر توقيت انعقاده قبيل أيام من موعد القمة العربية بأنه جاء لتنقل الوزيرة الأميركية رسالة الى قمة الرياض. لكن الفيصل نفى هذا التفسير وقال:"ان اجتماع اسوان ليس له دخل بالقمة العربية، إذ تم تقديم شرح من وزيرة الخارجية الأميركية للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة من أجل عملية السلام". وحصلت"الحياة"على نص الورقة السعودية التي ستطرح على قادة العرب في قمة الأربعاء المقبل، حيث تحدثت الورقة بنبرة يكتنفها الألم عن أن العمل العربي من أجل الأمن القومي المشترك، على رغم قرارات القمم السابقة وآخرها قمتا تونس والخرطوم،"أخذ يتعثر ويتآكل ويتقلص تدريجاً، حتى صار العالم العربي بمثابة الساحة المفتوحة لتدخلات الآخرين ومخططاتهم وسياساتهم، باعتبار أن منطقتنا الاستراتيجية تحتل موقعاً متقدماً في استراتيجيات القوى الدولية الفاعلة، وفي اهتمامات القوى الإقليمية الناشطة". وأكدت الورقة السعودية"أن مفهوم الأمن القومي العربي بمعناه الشامل لا يستند فقط إلى العناصر الدفاعية والعسكرية، بل يقوم على تقوية قدرة الدولة العربية على الدفاع عن أمنها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها". من جانبه، أوضح مسؤول في الوفد الفلسطيني ل"الحياة"ان المناقشات التي ستجرى بين القادة العرب"تتناول كيفية إقناع الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام بالمبادرة العربية كخطة نهاية الطريق لعملية السلام، والتفريق بين خريطة الطريق كبرنامج عمل للوصول الى السلام، والمبادرة التي ستطرح على اساس انها هي الهدف النهائي لإقامة السلام العادل والدائم في المنطقة". واوضح المصدر أن هذا يحتاج الى جهد عربي كبير، من أجل شرح وتوضيح الأفكار الواردة في مبادرة السلام وأهدافها، مشيراً الى وجود اجواء دولية ايجابية من المبادرة العربية، ولكن اسرائيل تضغط وتتحرك بشكل معاكس من اجل منع المجتمع الدولي من تبنيها. وطبقاً لمسودة القرارات، فإن الدعم الاقتصادي للفلسطينيين يحظى بأولوية في قمة الرياض. وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية السعودي"ان القمة ستؤيد كل الخطوات المطلوبة لدعم الفلسطينيين، ورفض استمرار الحصار المفروض عليهم، كما ستؤكد ضرورة تنفيذ كل ما وعدوا به من دعم مالي وسياسي للفلسطينيين". وعلمت"الحياة"ان الوفد الفلسطيني سيطرح على القادة العرب قضية عدم التزام العديد من الدول العربية بالالتزامات المالية التي تعهدت بدفعها في القمم العربية السابقة، وكشف مصدر فلسطيني ان مجموع الالتزامات المالية المتأخرة يبلغ 1.460 بليون دولار، واشار الى سعي الفلسطينيين الى استصدار قرار من القمة بتجديد الالتزامات المالية المطلوبة للفلسطينيين للعام الحالي 2007، التي تبلغ 660 مليون دولار، وذكر ان السعودية وقطر هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تلتزمان بشكل كامل بدفع مساهمتيهما. في هذه الأثناء، تأكد أمس ان ليبيا ستقاطع اجتماعات القمة العربية، ولن ترسل أي وفد منها للمشاركة. ولم يحضر أي ممثل عن ليبيا الاجتماعات التحضيرية للقمة التي عقدت أول من امس على مستوى المندوبين، وأمس على مستوى وزراء المال والاقتصاد. وأفادت مصادر عربية بأن ملك المغرب الملك محمد السادس ارسل اعتذاراً الى العاهل السعودي عن عدم حضوره القمة، مؤكداً ان المغرب سيشارك بوفد كبير يرأسه أخوه الأمير رشيد، كما لن يحضر السلطان العماني قابوس بن سعيد القمة العربية - كعادته - ولكن سيمثله نائبه فهد بن محمود آل سعيد. وبين الغائبين عن القمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسيمثله رئيس وزرائه محمد الغنوشي، ورئيس الصومال أحمد عبدالله يوسف الذي سيمثله رئيس الوزراء علي محمد جيدي.