يبدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعات في الجزائر اليوم تنتهي غداً لوضع جدول أعمال القمة العربية التي ستلتئم الثلثاء والأربعاء وسط توقعات بتمثيل على مستوى عال. ونصبت، أمس، خيمة الزعيم الليبي معمر القذافي مما بدّد تكهنات عن عدم مشاركته في القمة. لكن العنصر المهم تمثل في ورقة أردنية أطلق عليها"مبادرة الملك عبد الله"ورأت أن عدم تجاوب إسرائيل مع مبادرة السلام العربية التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله في قمة بيروت عام 2002 استدعى تعديلها بهدف دفع عملية السلام إلى أمام. وجاءت الورقة الأردنية مختصرة ومن دون تفاصيل، لكنها اثارت تساؤلات عن مدى مراعاتها"للثوابت العربية والفلسطينية"وعن جدوى تقديم"تنازلات جديدة". وفيما أقر مندوب الجزائر لدى الجامعة السيد عبد القادر حجار ب"وجود خلافات حول الورقة"، وصفها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأنها"مجرد مشروع قرار". وبدا أن موسى حاول التخفيف من وطأة أزمة جديدة قد توتر أجواء القمة، اذ رد على سؤال عن مسألة"التطبيع بلا ثمن"التي طرحتها الورقة، فقال:"التطبيع مع إسرائيل مشروط مثلما هو قائم في المبادرة التي تمت مناقشتها في لبنان". ووفقاً لمصدر عربي فإن وزراء الخارجية سيسعون في اجتماعاتهم إلى تفادي المعضلة والوصول إلى قرار في شأن الورقة الأردنية ليمهدوا الطريق للزعماء ليخوضوا قمة هادئة". وحصلت"الحياة"على الورقة الأردنية وجاء فيها بعد المقدمة العامة"التأكيد على الالتزام العربي بتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كخيار إستراتيجي طبقاً لما جاء في مبادرة السلام العربية والإعلان عن استعداد الدول العربية لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي وإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، وذلك في حال تحقيق السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام". وغابت عن الورقة الإشارة الصريحة إلى قضايا أساسية مثل القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وترسيم الحدود النهائية والمستوطنات. وقالت مصادر ديبلوماسية ان مندوبي الدول العربية لدى الجامعة، ومن ضمنهم المندوب السعودي، أحالوا المشروع الأردني إلى اجتماعات وزراء الخارجية التي تبدأ اليوم. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر ديبلوماسي عربي ان الورقة"ضبابية وغير واضحة"، مضيفاً ان غالبية المندوبين عارضوها وان"الرفض كان حاداً من جانب مندوبي فلسطين وسورية ولبنان". وفضلت مصر أن تطرح رأيها في اجتماعات وزراء الخارجية، لكن للقاهرة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل وسفيرها عاد أخيراً إلى تل أبيب، ولا يعتقد بالتالي أنها ستتخذ موقفاً معارضاً. في حين لم تعلن الجزائر موقفاً. ويبدو أن الجميع في انتظار الحصول على المزيد من التوضيحات من الوزير الأردني. وكان اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية اختتم أعماله مساء الخميس بالمصادقة على مشروع البيان الختامي الذي سيرفع إلى مجلس وزراء خارجية ثم إلى القمة ويتضمن البنود الستة عشر التي تضمنها جدول أعمال الدورة إلى جانب بعض الإضافات المتعلقة مكافحة الإرهاب والتعاون العربي الأوروبي والقمة العربية - اللاتينية المزمعة. وأوضح مندوب الجزائر عبد القادر حجار ان عمرو موسى قدم تقويماً للوضع المالي للجامعة وما تتطلبه من قرارات"كونها تعاني أوضاعاً صعبة"، مشيرا إلى أن بعض الدول"عاجز عن دفع حصصه وأخرى متأخرة عن الدفع". وصادق الاجتماع على تغيير آلية التصويت المعتمدة في جامعة الدول العربية منذ سنة 1945 حيث كان التصويت بالإجماع. ويشير التعديل إلى طلب التوافق أولا خلال الاجتماعات وإذا تعذر ذلك يتم التصويت بالغالبية الموصوفة أي الثلثين في القضايا الموضوعية والسياسية الكبرى بينما يكون التصويت بغالبية 50 في المئة زائد واحد في القضايا الإجرائية العادية. وتم الاتفاق على إنشاء برلمان عربي موقّت يعد مشاريع حول الصلاحيات والهياكل والتمويل مكون من اربعة نواب عن كل بلد عضو في الجامعة لديه برلمان، ولمدة خمس سنوات.