أكدت مصادر وزارية عربية شاركت في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة ل"الحياة" انه تم الاتفاق على ان يطرح ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أفكاره التي أعلن عنها الشهر الماضي على قادة الدول العربية في قمة بيروت، كمبادرة عربية للسلام لتتبناها القمة موقفاً عربياً موحداً. وأفادت مصادر ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على استبدال مصطلح "تطبيع العلاقات العربية مع اسرائىل" بمصطلح "إقامة علاقات سلام كاملة مع اسرائيل"، من أجل ضمان اجماع والتزام عربيين كاملين بالمبادرة. وكشفت ان الموقف المصري كان متحفظاً عن استبدال مصطلح "تطبيع العلاقات" بمصطلح اخر، مستنداً إلى مقولة ضمان نجاح تسويق هذه المبادرة أميركياً ودولياً. لكن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بالرئىس حسني مبارك مساء الجمعة الماضي جعل القاهرة تلغي تحفظاتها. وتابعت المصادر أن ولي العهد السعودي أوضح أن مصطلح اقامة علاقات سلام كامل يعني اقامة علاقات سلام عربية طبيعية مع اسرائيل، بعد تنفيذها الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع العربي - الاسرائيلي، وان هذا المصطلح يعطي لكل دولة عربية اسلوبها في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل وفق مبادئ السيادة الوطنية. واتفق خلال الاتصالات السعودية - المصرية وبينها لقاء مبارك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على متابعة الاتصالات العربية والدولية لضمان قبول دولي المبادرة، خصوصاً أنها ستبحث مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال زيارته السعودية ودول المنطقة. الى ذلك، تبنت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة الأمير عبدالله واشادت بها في ختام اجتماع عقده وزراء خارجيتها في الرياض أمس. واكدت ان المبادرة "تأتي في سياقها التاريخي تكملة لنضال الشعب الفلسطيني ومعضدة للعمل السياسي في هذا الاطار على الساحة الدولية، ومعبرة عن رغبة الدول العربية في تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط بما يتوافق ومسؤولية المجتمع الدولي في حماية السلم والأمن في العالم" راجع ص2.