تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مساء غد الى الشرق الاوسط في اطار جهود تهدف الى دفع عملية السلام من خلال انعاش مبادرة السلام العربية. وستقوم رايس بتحرك مكوكي بين القادة العرب والاسرائيليين، الامر الذي كانت ترفض القيام به حتى الان على عكس وزراء الخارجية الاميركيين السابقين. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك بأن رايس ستلتقي اولاً في اسوان في صعيد مصر الرئيس حسني مبارك ونظراءها في اللجنة الرباعية العربية مصر والسعودية والاردن والامارات، ثم تجري محادثات مع كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قبل الانتقال الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وتعود بعدئذ الى رام الله والقدس لاجراء جولة ثانية من المحادثات مع عباس واولمرت. وقال آرون ميلر الذي يعمل محللا سياسيا في مركز وودرو ويلسون للابحاث في واشنطن:"انه وضع مزعج جدا وصعب جدا". واضاف ميلر الذي عمل مستشارا في شأن النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي لستة وزراء خارجية اميركيين على التوالي، ان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة هي على الارجح اول"حكومة تتسم بصفة تمثيلية وشرعية حقا"لأنها تضم في آن علمانيين ومتدينين،"لكنها ستؤدي على المدى القصير الى تعكير وتشويش ديبلوماسية"رايس. واعتبر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان هذه الجولة ستركز بشكل واسع على احياء مبادرة السلام التي اطلقتها السعودية، وتبنتها قمة بيروت العربية عام 2002، والتي رفضتها اسرائيل فورا وانتقدتها الولاياتالمتحدة. وتنص المبادرة على اعتراف الدول العربية باسرائيل في مقابل انسحاب الدولة العبرية الى حدود العام 1967 وقيام دولة فلسطينية وحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين. وكانت اسرائيل أبدت اهتماماً مفاجئاً بمبادرة السلام العربية، وقال مسؤولون اسرائيليون إنها يمكن أن تكون أساساً لمفاوضات مع العرب شرط التطبيع مع اسرائيل واستبعاد ما نصت عليه من حق عودة اللاجئين. وستثير رايس هذه المسألة مع"الرباعية العربية"على امل ان توافق القمة العربية المقرر انعقادها في الرياض في 28 الجاري على هذه الوثيقة كقاعدة للمحادثات مع اسرائيل، كما اوضح المسؤول الاميركي الكبير الذي اضاف:"اذا اكدوا مجددا الافكار التي تتضمنها المبادرة السعودية... فسيكون ذلك امرا ايجابيا". لكن عددا من المسؤولين والخبراء الاميركيين لفت الى ان المبادرة العربية لن تكون سوى نقطة انطلاق للمفاوضات. واشار ميلر الى ان"المبادرة السعودية هي سلسلة مبادىء، وكل هذه المبادىء ينطوي على تفاصيل ينبغي التفاوض في شأنها مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وفي القاهرة، نفى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ولش، ان تكون الولاياتالمتحدة طلبت من الجامعة أو من أي دولة عربية إدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية، وقال إن اللقاء تناول رؤية الجانب الأميركي لتحريك عملية السلام في المنطقة والوضع في العراق. وأكد أنه طلب من ولش أن تتخذ بلاده خطوات واضحة نحو تحريك عملية السلام. من جهته، أوضح ولش أنه ليس من شأن الولاياتالمتحدة أن تقدم مطالب للمنظمات الإقليمية، وذلك في رده على سؤال ان كانت واشنطن طلبت تعديلاً في المبادرة العربية، وقال:"نحن مهتمون بإجراء اتصالات لتبادل وجهات النظر في شأن قضايا المنطقة".