اجتمعت اللجنة الرباعية الدولية امس في واشنطن حيث كان مقررا ان تعرض الولاياتالمتحدة خطتها الاخيرة لاحياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال مسؤولون اميركيون ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستحض الرباعية على اعتماد مقاربة معجلة لخطة "خريطة الطريق" المتعثرة حاليا والتي تنص على قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. في هذه الاثناء، تسعى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى حشد التأييد للجهود الدولية الرامية الى استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، وذلك اثناء زيارتها مصر والسعودية ودول خليجية في جولة تستمر أربعة ايام وتبدأ اليوم. ومن المقرر ان تقوم وزيرة الخارجية البريطانية مرغريت بيكيت بزيارة لاسرائيل والأراضي الفلسطينية قريباً لتعزيز جهود السلام. وقال مسؤول رفيع في الحكومة الالمانية ان ميركل لن تذهب الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، لكن الصراع سيكون الموضوع الرئيسي في جولتها. واضاف:"انها تريد الابقاء على قوة الدفع"، علما ان المانيا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني وجعلت عملية السلام أولوية. وستجتمع ميركل مع الرئيس حسني مبارك في مصر اليوم، قبل ان تتوجه الى السعودية غدا حيث ستجري محادثات مع كبار مسؤولي الحكومة، ثم تتوجه بعد غد الى دولة الامارات العربية المتحدة والكويت حيث تزمع ايضا بحث المواجهة الدولية في شأن برنامج ايران النووي. وقال مسؤول الحكومة الالمانية:"القلق في شأن المخاطر المحتملة عامل مشترك في بحث الخطوات التالية". ويرافق ميركل في جولتها وزير الاقتصاد مايكل جلوس ونحو 40 من رجال الاعمال في أكبر اقتصاد في اوروبا وبينهم ممثلون من شركة الطاقة"ار.دبليو.اي."و"دويتشه بنك"و"سيمنز". وفي لندن، ذكرت صحيفة"جويش كرونيكل"اليهودية ان زيارة بيكيت لاسرائيل والاراضي الفلسطينية قد تتم الاسبوع المقبل وتهدف الى دعم مساعي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن تصبح عملية السلام من أهم أولويات حكومته بالنسبة الى السياسة الخارجية. واضافت ان مطالب لجنة برلمانية تضم كل الأحزاب البريطانية بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل، ستغطي على هذه الزيارة المرتقبة. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم طالبت بأن تضغط الحكومة البريطانية من أجل حض الاتحاد الأوروبي على عدم تنفيذ اتفاق تجاري مهم مع اسرائيل يقضي بأن تمنح الصادرات الاسرائيلية مزايا مهمة للدخول الى الأسواق الأوروبية. كما تساءلت اللجنة عن مدى سلامة موقف الغرب من فرض حظر على توفير الدعم المالي اللازم لحكومة"حماس"في الأراضي الفلسطينية بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل. وستكون زيارة بيكيت الأولى لاسرائيل منذ أن خلفت جاك سترو في منصب وزير الخارجية الصيف الماضي. في غضون ذلك، تجتمع اليوم في واشنطن اللجنة الرباعية حيث تعرض الولاياتالمتحدة مبادرة تتضمن جهودا على مسارين يشمل احدهما قضايا الامن ومكافحة الارهاب التي هيمنت على سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية منذ العام 2001، على ان يهتم الثاني بشكل متواز بقضايا تتعلق بالوضع النهائي في المسار الفلسطيني والتي اهملت كثيرا مثل حدود دولة فلسطينية مستقبلية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك ان"رايس اكدت انها ستبذل مساعي جدية لمحاولة دفع العملية"، معتبرا ان الاجتماع"هو لقاء مهم في مرحلة مهمة تتوافر فيها فرص لرصد الدعم بغية اعطاء دفع قوي لمعرفة ما يمكن للاسرائيليين والفلسطينيين انجازه معا". ويشارك في الاجتماع الى جانب رايس نظيرها الروسي سيرغي لافروف، والالماني فرانك فالتر شتاينماير، والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. ويأتي الاجتماع قبل لقاء ثلاثي نادر يفترض ان يجمع منتصف شباط فبراير بين رايس والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. ويرى مسؤولون اميركيون ان النزاع في العراق والحرب بين اسرائيل و"حزب الله"ادت الى ما يصفه ماكورماك"باعادة اصطفاف اساسية في المصالح"، ما ادى الى تحسين فرص السلام. وترى واشنطن ان المشهد الجديد يضع القادة المعتدلين مثل عباس واولمرت ودول عربية تخشى انتشار النفوذ الايراني، في معسكر واحد ضد ايران وسورية والمجموعات المتحالفة معهما مثل"حزب الله"و"حماس". وقال ماكورماك:"ثمة مصلحة لكل هولاء القادة المعتدلين والدول لمحاولة حل الخلافات السياسية عبر طاولة المفاوضات". وستطلع رايس زملاءها في الرباعية على خططها بالنسبة الى الاجتماع المقبل مع اولمرت وعباس الذي تأمل واشنطن ان يؤدي الى مجموعة من اجراءات لبناء الثقة من الطرفين. كما ستحض رايس على مواصلة الجهود لتعزيز موقع عباس وحركة"فتح"التي يتزعمها، وستحاول اقناع شركائها في الرباعية بضرورة تأكيد اتفاق ابرم في كانون الثاني يناير عام 2006 لحرمان حكومة"حماس"من اي مساعدة او اعتراف اذا لم تعترف بحق اسرائيل في الوجود وتنبذ العنف وتقبل الاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين واسرائيل.