شددت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أمس على جدية المؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه في مدينة أنابوليس الساحلية الأسبوع المقبل، غداة توجيهها الدعوات لحضوره، سعياً إلى تأمين أوسع مشاركة عربية ممكنة في مبادرتها الديبلوماسية الأضخم لتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي منذ وضع"خريطة الطريق"في العام 2002. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية توجيهها دعوات إلى 42 دولة لحضور المؤتمر تحت مظلة الأممالمتحدة ومراقبة البنك الدولي، ليشكل"نقطة انطلاق المفاوضات نحو الدولة الفلسطينية، لتغيير الصورة التي عهدناها تماماً". وأشارت إلى أن أعمال المؤتمر ستنطلق الثلثاء المقبل في المدينة القريبة من العاصمة الأميركية. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش إن"الولاياتالمتحدة ستستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء في الجامعة العربية والأممالمتحدة ومجموعة الثماني وأطرافاً دولية رئيسية أخرى للمشاركة في المؤتمر". ووضعت الخارجية لائحة بالمدعوين إلى المؤتمر، وأكدت أن الوزيرة كوندوليزا رايس وجهت الدعوات إلى نظرائها ليل الثلثاء - الأربعاء. وتضم اللائحة السلطة الفلسطينية، إسرائيل، سورية، مصر، الأردن، لبنان، المملكة العربية السعودية، الأمين العام للجامعة العربية، الصين، بعثة الاتحاد الأوروبي، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، رئاسة الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، روسيا، بريطانيا، تركيا، اسبانيا، مبعوث الرباعية توني بلير، البحرين، الجزائر، البرازيل، كندا، اليونان، الهند، إندونيسيا، العراق، ماليزيا، موريتانيا، النروج، المغرب، عمان، باكستان، بولندا، السنغال، سلوفينيا، جنوب أفريقيا، السودان، السويد، تونس، الامارات العربية المتحدة، واليمن. وسيراقب أعمال المؤتمر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقال الناطق باسم الخارجية شان ماكورماك إن"مؤتمر أنابوليس هو فرصة للتعبير عن الدعم الواسع النطاق للقيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وجهودهما الشجاعة، كما سيكون نقطة انطلاق لمفاوضات تؤدي إلى انشاء دولة فلسطينية وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام، أولها في البيت الأبيض حيث من المقرر أن يستضيف بوش عباس وأولمرت في اجتماعات ثنائية منفصلة، يلحقها اجتماع لرايس مع أعضاء اللجنة الرباعية الدولية، على أن ينتهي اليوم بعشاء في الخارجية الأميركية للوفود يحضره بوش ومختلف المدعوين. ومن المقرر أن يلقي بوش كلمة في العشاء، إلا أن ولش أكد أن الخطاب الأبرز للرئيس الأميركي سيكون في أنابوليس خلال افتتاح المؤتمر في الأكاديمية البحرية هناك. وستتخلل يوم الثلثاء اجتماعات مغلقة للوفود المشاركة، للخروج بآلية لمرحلة ما بعد أنابوليس لبناء دولة فلسطينية. وستعود الوفود إلى واشنطن الأربعاء، حيث من المقرر أن يستقبل بوش مرة أخرى أولمرت وعباس في اجتماعات ثنائية في البيت الأبيض. وتمنى ولش"مشاركة الدول العربية"، مشدداً على أن المؤتمر"جهد جدي للغاية في الطريق إلى إطلاق المفاوضات نحو حل الدولتين الذي كان أساساً مطلب الدول العربية. وسيكون في وسعها اليوم أن تراه يتحقق". واعتبر أن"الوقت مثالي كي تلعب الدول العربية دوراً في ممارسة مسؤولياتها للتوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط". وتوقع أن ينتهي المؤتمر ببيان مشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين"يجري العمل عليه وبمساعدة أميركية، ويحدد آلية الطريق إلى الأمام". وأكد ولش أن مؤتمر أنابوليس سيكون"نقطة انطلاق لجهود جدية نحو إنشاء دولة فلسطينية في المنطقة، ليغير الصورة بالكامل عما عهدناه في ما مضى". وأضاف:"لم يكن من السهل الوصول إلى هذه النقطة، وهناك الكثير من القرارات السياسية الجدية والشجاعة التي اتخذها الجانبان وأوصلتنا إلى هنا". وقلل من معارضة الجناح المتشدد في الإدارة الأميركية للمؤتمر، خصوصاً مكتب نائب الرئيس ديك تشيني. واعتبر أن الحدث"جدي للغاية ويصب في المصلحة الأميركية في المنطقة وضمان أمن اسرائيل من جهة، وتأسيس دولة للفلسطينيين من جهة أخرى". وأشاد بوجود"فهم مشترك لدى الجميع أن هذه هي اللحظة التي يستطيعون خلالها تغيير الصورة وبدء المفاوضات الجدية".