وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عشية اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في برلين اليوم اللقاء الثلاثي الذي جمعه صباح الاثنين في القدس مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بأنه كان "صعباً ومتوتراً" و "لكنه لم يكن فاشلاً". وفي غضون ذلك، كشف مقربون من عباس ل"الحياة"ان الرئيس الفلسطيني هم بمغادرة ذلك الاجتماع عندما انفجر فيه اولمرت واتهمه بالتحالف مع"حماس"ضد اسرائيل. وفي تصريح لوكالة الانباء الارنية بترا اضاف عباس بعد لقائه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي التقى ايضاً وزيرة الخارجية الاميركية امس، ان اسرائيل يمكن ان تكون قد"اساءت فهم"اتفاق مكة الذي توصلت اليه حركتا"فتح"و"حماس"في الثامن من شباط فبراير الجاري و"أبلغنا اسرائيل ان هذا الاتفاق تم لحماية وحدة الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية". وأوضح:"الاتفاق هو تعبير عن الدعم للمصالح الفلسطينية، ولكن من الممكن ان تكون اسرائيل قد اساءت فهمه". وأشار عباس الذي بدأ امس جولة عربية ودولية بدأها بالاردن وتشمل بريطانيا والمانيا وفرنسا ومصر الى ان"الاجتماع الثلاثي كان صعباً ومتوتراً لكنه لم يكن فاشلاً وستعقبه اجتماعات اخرى". وقال انه يتوقع الاجتماع مع اولمرت في المستقبل، لكنه شدد على عدم تحديد اي موعد لذلك. وكشف مقربون من الرئيس الفلسطيني ل"الحياة"انه فوجئ بأولمرت ينفجر في وجهه أثناء القمة الثلاثية متهما إياه بالتحالف مع"حماس"ضد اسرائيل. ونقل بعضهم عن عباس قوله ان اولمرت طالبه بعدم مشاركة"فتح"في الحكومة الجديدة مع"حماس". وذكرت المصادر نفسها ان عباس رفض طلبات اولمرت، وهمَّ بمغادرة اللقاء قبل ان تعيده وزيرة الخارجية الاميركية. وقالت هذه المصادر ان عباس رد على اولمرت قائلا انه لن يتراجع عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وان هذه الحكومة هي الضمانة الوحيدة لصيانة الجبهة الداخلية الفلسطينية، وان لا شأن لاسرائيل بها. وهاجم عباس اولمرت في هذا اللقاء متسائلا عن ماذا قدم له قبل اتفاق مكة الذي تضمن تشكيل هذه الحكومة، وقال مخاطباً اولمرت:"لم تقدم حتى أموالنا التي تحتجزها". وذهب عباس الى حد اتهام اولمرت بمحاولة جر الفلسطينيين الى حرب أهلية. ويبدي الفلسطينيون، خصوصاً كوادر وقادة حركة"فتح"، ارتياحهم من موقف عباس رغم التهديدات الاسرائيلية والاميركية بمقاطعة الحكومة والتلويح الاسرائيلي بأن تشمله المقاطعة أيضاً. وأعرب مقربون من عباس عن مخاوفهم من ان يمتد الحصار ليشمله أيضاً بعد ان كان مقتصراً على حكومة"حماس". والتقى العاهل الاردني وزيرة الخارجية الاميركية والرئيس الفلسطيني كلاً على انفراد واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي دعاه فيه الى"العمل والمساهمة في تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين وتجاوز العقبات والعراقيل كافة التي تحول دون استئناف المفاوضات بين الجانبين وفقا لقرارات الشرعية الدولية". وابلغ العاهل الاردني رايس أن شعوب المنطقة تتطلع الى استمرار واشنطن في لعب دور أساسي في عملية السلام من خلال تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات وتجاوز العراقيل والصعوبات مهما بلغت حدتها استنادا إلى مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق وصيغة حل الدولتين. وجاء لقاء العاهل الاردني مع عباس ورايس وسط معلومات عن اجتماع أمني رباعي جرى في عمان امس على مستوى قادة أجهزة أمنية في أربع دول عربية هي السعودية ومصر والامارات والاردن ومثلها على التوالي الأمير بندر بن سلطان وعمر سليمان وهزاع بن زايد ومحمد الذهبي. وتزامن الاجتماع مع زيارة رايس للعاصمة الاردنية في اطار جولتها في المنطقة. واكدت مصادر ديبلوماسية في عمان ان القادة الاربعة لم يلتقوا رايس بل عقدوا اجتماعاً تنسيقيا في ما بينهم حضره وزير الخارجية الاردني عبدالاله الخطيب. وقالت المصادر ان القادة لديهم خطط أمنية واقتصادية لمساندة السلطة الفلسطينية. وسبق للقادة الأربعة ان التقوا في عمان وأجروا محادثات مع الرئيس الفلسطيني عباس قبل توقيع اتفاق مكة.