يجري مسؤولون اميركيون وساطات مكثفة لتضييق الهوة الواسعة بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي في المفاوضات الجارية بهدف التوصل الى اتفاق على وثيقة سياسية قبيل موعد "مؤتمر الخريف" المتوقع نهاية الشهر الجاري. في هذا الاطار، استقبل الرئيس محمود عباس امس المبعوث الاميركي ديفيد ولش الذي اجرى قبل ذلك محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. ويجري ولش وزميله اليوت ابرامز اللذان وصلا الى المنطقة الاسبوع الماضي، لقاءات واتصالات مكثفة مع مسؤولين من الجانبين، خصوصا رئيسي الوفدين المتفاوضين، الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلية تسيبي ليفني في اطار التحضيرات لوصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والاعداد لمؤتمر انابوليس. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان المفاوضات بين الوفدين لم تحقق اي تقدم بعد. وحسب مسؤول فلسطيني، فإن الرئيس عباس طالب الجانب الاميركي بالتدخل بفاعلية في المفاوضات وتقديم اقتراحات عملية لصوغ وثيقة سياسية تتناول جميع قضايا الحل النهائي وتضع سقفا زمنيا للمفاوضات. وابلغ عباس ولش امس ان الجانب الفلسطيني مستعد لتنفيذ كل ما يتوجب عليه تنفيذه بموجب خطة"خريطة الطريق"، خصوصا في مرحلتها الاولى التي تنص على حل المجموعات المسلحة وجمع سلاحها. واشترط ان تقوم اسرائيل بتنفيذ متطلبات تلك الخطة، خصوصا في مرحلتها الاولى التي تنص على وقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي وازالة البؤر الاستيطانية واعادة فتح المؤسسات الفلسطينية في القدس واعادة الاوضاع في الضفة الى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة في 28 ايلول سبتمبر عام 2000. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه:"اكد عباس التزام الجانب الفلسطيني خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية وتنفيذ الجزء الاول من خريطة الطريق، وطالب ولش بضرورة ان تبذل الادارة الاميركية جهودا مع اسرائيل لتنفيذ التزاماتها بهذا الخصوص". ومن المقرر ان يجتمع عباس غدا مع رايس التي كان مقررا ان تصل الى المنطقة مساء امس. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان عباس سيطالب رايس التدخل بقوة للتوصل الى اتفاق، مشككا في امكان التوصل الى اتفاق مع اسرائيل من دون تدخل اميركي.