سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أميركا تتمسك بحماية الدول الحليفة وترفض "تجزئة" مسألة الأمن . ألمانيا تحذر من "تقسيم" الدرع الصاروخية لأوروبا وروسيا تخشى "زرع تناقضات" في مصالح القارة
حذرت المستشارة الالمانية أنغلا مركل أمس، من "انقسام أوروبا" بسبب النقاش الدائر حول خطط الولاياتالمتحدة نصب نظام للدرع الصاروخية في بولندا وتشيخيا. وقالت ميركل لصحيفة "راينيشه بوست" إن "قوة أوروبا وقدرتها على تنفيذ إرادتها تضعفان إذا لم تكن موحدة"، علماً ان خلافاً يدور حالياً بين طرفي الائتلاف الحاكم في ألمانيا الذي يضم التحالف المسيحي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي بسبب خطط واشنطن. وترى مركل أن من الضروري مناقشة الموضوع في إطار حلف شمال الاطلسي الناتو، فيما حذرت الاطراف كلهم من التصرف في شكل أحادي في هذه المسألة. وطالب فولفغانغ تيرزيه، نائب رئيس البرلمان، في تصريحات ادلى بها لصحيفة"تورنغر ألغماينة"بمناقشة الخطط الاميركية ب"صراحة"مع الحفاظ على حرية انتقادها. بدوره، قال وزير الدفاع السابق فولكر روهيه لصحيفة"نويهبريسه"إن"التفاوض أفضل وسيلة لعرقلة التهديدات"، داعياً إلى مناقشة الخطط في شكل مكثف مع الجانب الروسي. الى ذلك، أكد السفير الروسي في ألمانيا فلاديمير كوتنيوف ان بلاده ترفض في شكل مطلق نشر درع صاروخية أميركية في شرق أوروبا، محذراً من زرع"تناقضات جدية في مصالح القارة"ومتسائلاً عن الهدف من تجاوز واشنطن للحلف الأطلسي في هذه المسألة. وقال السفير الروسي للقناة التلفزيوينة الأولى الألمانية"أ ار دي"إن بلاده لن تدخل في حرب باردة مع الولاياتالمتحدة أو سباق تسلح، لكنها ستجد أجوبة غير مكلفة عن نظام الدرع. وأبدى اعتقاده بأن"الوقت ناضج لكي يقول الأوروبيون الكلمة الفصل في الموضوع"، مؤكداً أن موسكو ستدعمهم في هذا المجال. واعترف كوتينوف بأن محادثات عقدت بين روسياوالولاياتالمتحدة حول الخطة الأميركية في مفاوضات الحلف الأطلسي مع روسيا، لكنه اتهم واشنطن بوقفها قبل أن تقرر تنفيذها مع بولندا وتشيخيا. وأعلن أن بلاده لم تجد اجوبة"مقنعة"عن أسئلة عدة طرحت، اهمها الهدف من تقسيم الأمن في القارة بين واشنطن و"الناتو"، والتوقيت الحالي للدرع الصاروخية واختيار تشيخيا وبولندا، اضافة الى الحديث عن جورجيا وأوكرانيا. وتساءل السفير عن امكان امتلاك إيران"الصواريخ التي تتحدث عنها واشنطن ومدى خطورتها"، وقال:"نحن مقتنعون بعدم حاجتنا إلى هذه الصواريخ في أوروبا". وسأل عما إذا كان"الناتو"يفتقد القدرة الكافية لمعالجة المسألة ويجب بالتالي انهاؤها عبر آلية أخرى؟ وزاد:"لا نهدد باتخاذ خطوات مضادة، بل نقوّم حساباتها بواقعية. وإذا كان ذلك سباقاً على التسلح فلا نريده. علينا البحث عن أجوبة وسنجدها ولن تكون مكلفة لنا". انظمة رادار روسية على صعيد آخر، نفت موسكو صحة تقارير تحدثت عن تزويد سفارات روسيا في عدد من الدول انظمة رادار متطورة لرصد عمليات اطلاق الصواريخ وإرسال اشارات انذار الى قيادة سلاح الجو في موسكو. وتحدثت وسائل اعلام عن تحقيق نقلة"لا سابق لها"في مجال تقنيات الدفاع المضاد للصواريخ، وصفتها بأنها"رد للسياسيين والعسكريين الروس على نشر اجزاء من الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية". وأوضحت ان الاجهزة الحديثة هي انظمة راديو الكتروني متطورة مخصصة لمراقبة الفضاء نقلت عبر حقائب ديبلوماسية لضمان عدم خضوعها للمراقبة، مشيرة الى ان حجمها يصل الى نحو نصف غرفة متوسطة المساحة، وتجرى ادارتها وتشغيلها من مركز خاص للتحكم موجود في احدى ضواحي العاصمة الروسية. وتلتقط الاجهزة، بحسب المعلومات المنشورة، اشارات فور اطلاق صاروخ في الفضاء المحيط، وترسل في اللحظة ذاتها تحذيراً الى الجهات الروسية المتخصصة التي تحدد الاحداثيات وأفضل السبل للرد على الهجوم المحتمل. واعتبرت المصادر ان الانظمة الجديدة"تحول سفارات روسيا عملياً الى جزء من نظام الدفاع الصاروخي الروسي الذي يواجه الاخطار الجديدة"، خصوصاً انها ستغطي مساحات شاسعة داخل اوروبا وخارجها. ووصف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية فيتشيسلاف سيدوف التفاصيل المنشورة بأنها"خيالية"، وقال ان بلاده"لم تنصب اجهزة مراقبة جوية في سفاراتها، لأن هذه الخطوة تخالف القوانين الدولية". موقف اميركي وفي وارسو، اعلن دان فرايد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية, ان الدرع الاميركية المضادة للصواريخ"ستحمي القارة الاوروبية ايضاً". وقال لصحيفة"غازيتا فيبورشا":"نريد ان يحمي هذا النظام اوروبا ايضاً. ان مسألة الامن بالنسبة الينا غير قابلة للتجزئة". والثلثاء التقى فرايد في وارسو وزير الدفاع البولندي الكسندر سزيغلو على ان يلتقي الاربعاء رئيس الوزراء ياروسلاف كاتزينسكي ووزيرة الخارجية انا فوتيغا. وأعلن فرايد، غداة لقائه وزير الدفاع البولندي الكسندر سزيغنو، ان"روسيا مطلعة بالكامل على تفاصيل المشروع، وتعرف ان الصواريخ العشرة التي ستنشر على الاراضي البولندية لا تهددها". ولم يعلق اليمين المحافظ الحاكم في بولندا على الموضوع, لكن الرأي العام البولندي يعارض اكثر وأكثر فكرة اقامة قواعد اميركية في البلاد. وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه اخيراً ان نسبة 51 في من البولنديين يعارضون نشر الدرع المضادة للصواريخ، فيما تؤيده نسبة 30 في المئة. كما افاد استطلاع آخر ان نسبة 61 في المئة من التشيخيين يعارضون مشروع الدرع الاميركية.