أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بعد اجتماعها مع رئيس بولندا ليش كاجينسكي في نهاية الأسبوع عن قناعتها بإمكانية التوصل إلى حل سريع للخلاف القائم حالياً حول نظام الدرع الصاروخية الذي تزمع الولاياتالمتحدة إنشاءه فوق أراضي بولندا وتشيخيا وترفضه روسيا ودول أوروبية عدة بينها ألمانيا. وقالت مركل لصحيفة "نويه بريسّه" الألمانية أمس إن "فرص التوصل إلى تسوية ليست سيئة". ووجه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس حزبه الاشتراكي الديموقراطي كورت بك أمس، انتقادات عنيفة إلى الخطة الأميركية وحذرا من بدء مرحلة جديدة من سباق التسلح في القارة الأوروبية. وفيما قال بك إن حزبه"لا يريد صواريخ جديدة في أوروبا"، طالب شتاينماير الإدارة الأميركية في مقال خص به صحيفة"فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"ونشر عشية سفره إلى واشنطن أمس،"التعاون مع أوروبا في مسائل السياسة الأمنية التي تخص القارة". وذكرت مصادر المستشارة الألمانية أن مركل بحثت موضوع الدرع الصاروخية مع الرئيس البولندي السبت الماضي خلال زيارة لوارسو استمرت يومين. ولفتت انتباه كاجينسكي إلى أن مثل هذه القضية"لا يمكن اعتبارها مسألة ثنائية بين بلدين لأنها تمس أمن أوروبا ككل". وحضت مركل الرئيس البولندي على"ضرورة بحثها ضمن مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الناتو، وإلا فإنها ستقود إلى زرع الخلاف والانقسامات في الموقف الأوروبي، وستتحمل بولندا وتشيخيا مسؤولية ذلك". وأضافت أن الرئيس البولندي"تفهم"قلق الحلفاء الأوروبيين وأبدى استعداداً لطرح الموضوع على البحث داخل الحلف. ورفض شتاينماير مقولة"أوروبا الجديدة وأوروبا القديمة"التي أطلقها وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد في ميونيخ، قائلاً:"يجب أن لا يحاول أحد بسبب حسابات قصيرة الأمد تغذية مثل هذه الانقسامات". واعتبر وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزف يونغ من الحزب الديموقراطي المسيحي في تصريح لصحيفة"مانهايمر مورغن"أن الإطار الصحيح لبحث إقامة الدرع هو مجلس الأطلسي - روسيا، مضيفاً أن"الأمر يتعلق في النهاية في العمل على إرساء حماية مشتركة تتماشى ومصالح روسيا أيضاً".