واصلت ادارة الرئيس جورج بوش الدفاع عن سياستها في العراق، مراهنة على ان تعزيز قواتها في هذا البلد سيساهم في ارساء الامن في البلاد، في حين يجهد الديموقراطيون في الكونغرس الى وضع حد لهذه الحرب التي يزداد معارضوها مع دخولها سنتها الخامسة. واعتبر وزير الدفاع روبرت غيتس ان ارسال اكثر من 25 الف عسكري اميركي اضافي منذ مطلع السنة الحالية يجب ان يسمح بمنح العراقيين المزيد من الوقت ليتولوا أمنهم بأنفسهم، مشيراً الى انه من المبكر جداً الحكم على عمل القوات الاضافية، فيما دعت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الاميركيين الى"التحلي بالصبر"ازاء الوضع في العراق. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة"ان بي سي"الأميركية أمس"سنبدأ قريباً في رؤية ما اذا كان العراقيون ينفذون التزاماتهم. حتى الآن الامور تسير جيدا، لكن خفض وتيرة العنف سيستغرق وقتا. انني اطلب من الاميركيين التحلي بالصبر". واضافت"لقد استثمرنا الكثير، والتضحية تستحق العناء وفي نهاية المطاف اعتقد اننا معاً، مع العراقيين، سننتصر". وكان وزير الدفاع الاميركي صرح بأنه من المبكر جداً الحكم على عمل القوات الاميركية الاضافية التي ارسلت الى العراق. وبعد ثمانية اسابيع من اعلان الرئيس الاميركي خطته بارسال 21500 جندي الى العراق لتطويق العنف المتصاعد في بغداد ومحافظة الانبار، قال غيتس ان"تقدير حجم التقدم يحتاج الى اشهر". واضاف غيتس في حديث الى شبكة"ايه بي سي"التلفزيونية"اعتقد انه من المبكر جدا"الحديث عن نتائج نهائية، مشيرا الى ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس"قال اننا لن نعلم على الارجح اذا كنا نجحنا او فشلنا قبل الصيف". واكد غيتس في الوقت نفسه انه راض بشكل عام عن اداء القوات العراقية مع بدء نشر التعزيزات الاميركية التي سيبلغ حجمها 25 الف جندي عمليا. وقال ان"العراقيين يحترمون التعهدات التي قطعوها لنا والقوات التي وعدوا بها بدأت تعمل ... ونحن نعطيهم وقتا"لذلك. ورفض غيتس وصف النزاع في العراق بأنه"حرب اهلية"، موضحا ان"العنف المذهبي يعكس بوضوح استفزازات يقوم بها تنظيم القاعدة"، موضحا ان"الواقع هو ان تأجيج العنف المذهبي يشكل استراتيجية خاصة جدا بتنظيم القاعدة والمتمردين". واضاف"ليس هناك آلاف الشيعة والسنة يطاردون بعضهم او يهاجمون بعضهم بعضاً، بل هناك عصابات تضرب في المدينة ... وهذه هي الاستراتيجية". وتأتي تصريحات غيتس عشية الذكرى الرابعة للغزو الاميركي للعراق في 20 آذار مارس 2003 لاسقاط نظام صدام حسين. وأدت الحرب التي تلت الغزو الى مقتل 3200 جندي اميركي. من جهة أخرى، انتقد غيتس مشروع القانون المالي المعروض على مجلس النواب الاميركي"لسحب القوات من دون اخذ الوضع الميداني في الاعتبار"، بدل توفير وضع يمهد لمصالحة وطنية في العراق. واكد ان الخلافات بين الشيعة والسنة"لن تتم معالجتها عسكريا". وشدد الوزير الاميركي على ضرورة ان"تتم المصالحة في العراق بين العراقيين، ونحن نمنحهم بارسال تلك التعزيزات مزيدا من الوقت وهذا ما تهدف اليه استراتيجيتنا". وتابع"نستطيع بذلك مساعدتهم ... في جعل قواتهم العسكرية قادرة بنفسها على ضمان امنهم". لكن اعضاء في الكونغرس الاميركي اصروا على موقفهم مؤكدين ان ارسال قوات اضافية لن يغير شيئا في ما وصفته وزارة الدفاع الاميركية بانه"حرب اهلية"في العراق. وقال السناتور الديموقراطي جون كيري"هذا لن يغير الدينامية الاساسية"، مؤكدا ان الحكومة العراقية تحتاج الى ضغط مهلة محددة. واضاف كيري لشبكة التلفزيون"فوكس نيوز"انه"حان الوقت ليتولى العراقيون مسؤولية العراق". ومع ارسال الادارة الاميركية اكثر من 25 الف جندي اضافي في محاولة لوقف العنف ونقل مسؤولية الامن تدريجيا الى الشرطة والجيش العراقيين يتوقع ان يصبح عديد القوات الاميركية 160 ألف عنصر بحلول حزيران يونيو. الى ذلك، صرح رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد الاثنين انه رأى"مؤشرات تبعث على الامل"خلال الزيارة التي قام بها في عطلة نهاية الاسبوع الى العراق، لكنه اكد انه من"المبكر جدا"الحديث عن نجاح القوات الاميركية في مهمتها. واكد هاورد لاذاعة"ايه بي سي"استراليان برودكاستينغ كوربوريشن ان العملية في العراق بلغت مرحلة حرجة واستراليا لا تعتزم سحب قواتها من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقال رئيس الوزراء الاسترالي"اذا كانت زيادة القوات يمكن ان تؤدي الى نجاح، واذا كان من الممكن تحويل المؤشرات القليلة والحذرة التي تبعث على الامل والتفاؤل الى شيء اقوى، فقد ينجم عن كل هذا نتيجة جيدة جدا". وتابع ان"اي حديث عن امكانية ان ندير ظهرنا للاميركيين او للعراقيين في هذه المرحلة الحرجة جدا سيكون خاطئا". وقال هاورد ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوسبترايوس عبر عن تفاؤله في نتائج العملية في بغداد لكنه قال ان الامر يحتاج الى وقت طويل. واضاف ان"المشجع هو ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يعتبر ان دوره هو دور قائد وطني وليس مجرد زعيم شيعي. اذا تأكدت هذه المؤشرات يمكننا ان نرى املا حقيقيا". واضاف"من المبكر جدا ان نتحدث عن اي شيء اكثر من اشارات صغيرة تبعث على التفاؤل". واكد هاورد ان القوات الاسترالية تقوم بعمل جيد في العراق حيث تركز على تدريب القوات العراقية في جنوب البلاد.