حض جنود أميركيون في العراق امس الخميس وزير دفاعهم الجديد روبرت غيتس على ارسال تعزيزات عسكرية على خلاف ما قاله جنرالاتهم الذين جادلوا بأن المستويات الحالية للقوات كافية وان زيادتها قد تؤخر عملية تسلم العراقيين المسؤولية الامنية. ويعتزم الرئيس الاميركي الجمهوري جورج بوش الاعلان عن استراتيجية جديدة في كانون الثاني يناير لحرب العراق التي لا تحظى بشعبية وتسببت حتى الآن في مقتل حوالي 3000جندي أميركي وعشرات الآلاف من العراقيين منذ الغزو الاميركي للبلاد العام 2003 كما تسببت أيضاً في خسارة حزبه الجمهوري لانتخابات الكونغرس. وتحدث بوش الاربعاء عن انتكاسات حدثت هذا العام لكنه توقع النصر في نهاية المطاف وأصر على ان الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن العراق ولن تُجبر على الرحيل عن المنطقة. وأعلن الرئيس الاميركي الاربعاء ان المسلحين العراقيين أحبطوا جهود الولاياتالمتحدة لارساء الامن في العراق وتعهد بأن أي زيادة في عدد القوات الاميركية ستكون مرتبطة بمهمة محددة لكبح العنف. وقال بوش خلال مؤتمر صحافي"لا يمكنهم طردنا من الشرق الاوسط". وتابع:"لا يمكنهم ترويع اميركا". وأضاف أن الهجمات الاستفزازية، مثل تفجير مسجد شيعي في سامراء في شباط فبراير كان جزءاً من استراتيجية للمسلحين لإثارة صراع طائفي. وتابع الرئيس الاميركي"حققوا نجاحاً على مدى العام... نجاحهم يضر بجهودنا لمساعدة العراقيين على اعادة بناء بلدهم. انهم يحبطون المصالحة ويمنعون حكومة الوحدة الوطنية العراقية وتحالفنا من اجل ارساء الامن والاستقرار في أنحاء البلاد". وقال الرئيس الاميركي إن أحد الخيارات، التي يدرسها، يتمثل في زيادة لفترة قصيرة في مستويات القوات الاميركية هناك لكنه أوضح أنه لم يبت في الامر بعد. وطلب غيتس، الذي لم يمر سوى أسبوع على توليه منصب وزير الدفاع خلفاً لوزير الدفاع المستقيل دونالد رامسفيلد، من جنود عاديين في العاصمة العراقيةبغداد امس المشورة في شأن تحسين جهود الحرب وتلقى الاجابة نفسها مراراً وتكراراً ألا وهي زيادة أعداد القوات الاميركية. وقال الجندي جيسون غلين لغيتس، اثناء تناول الافطار في معسكر كامب فيكتوري،"سيدي... أعتقد أننا يجب أن نستمر فيما نفعله". واضاف:"أعتقد أننا بحاجة الى مزيد من القوات هنا مع زيادة الوجود على الارض فإن المزيد من الجنود قد يكبحونهم المقاتلين لفترة طويلة بما يكفي لتدريب الجيش العراقي". وكرر آخرون جلسوا مع غيتس للحديث عن الحرب اراء الجندي. ويُقر وزير الدفاع الجديد والرئيس الاميركي بأن الولاياتالمتحدة لا تحقق انتصاراً في حرب العراق بعد اكثر من ثلاث سنوات من الغزو الذي قادته واشنطن. وقال غيتس للجنود، عن التقدم الذي تحرزه الولاياتالمتحدة،"اياً كان وصفكم له فهو غير جيد بما فيه الكفاية". وكان بوش قال في ما يخص العراق خلال مقابلة مع صحيفة"واشنطن بوست"الثلثاء"لا ننتصر... ولا نخسر". وكان ذلك مغايراً لاصرار الرئيس خلال الاسابيع التي سبقت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الاميركي في تشرين الثاني نوفمبر على أن الولاياتالمتحدة تحقق نصراً"أكيدا"في العراق. والتقى غيتس في اسبوعه الاول، كوزير للدفاع، مع القادة الاميركيين ووزير الدفاع العراقي الاربعاء ومع مسؤولين عراقيين آخرين منهم رئيس الوزراء نوري المالكي. وصرح غيتس بأن القادة العسكريين الاميركيين قالوا له"ان زيادة القوات قد تؤخر عملية تسلم القوات العراقية المسؤولية الامنية في البلاد". وقال مسؤولو دفاع، يرافقون وزير الدفاع، انهم لا يعلمون كيف تم اختيار الجنود الذين التقوا مع غيتس من بين القوات الموجودة في العراق وقوامها 134 الفاً. وعلى رغم أن اراء الجنود قد تكون غير علمية وربما لا تمثل افكار الجنود بشكل عام فإنها من بين الاراء التي يقومها غيتس فيما يصوغ توصيات يقدمها لبوش. ولم يعط الوزير مؤشرات تذكر على الاستراتيجيات التي سيوصي بها الرئيس بعد عودته من العراق. لكنه يناقش علناً امكانية زيادة القوات على المدى القصير لكسب السيطرة على الامن في بغداد حيث ترهب جرائم القتل الطائفية وحوادث الخطف المدنيين يوميا. وكان الافطار، الذي استمر ساعة وتناوله غيتس مع 15 من الجنود العاديين الذين لم يكن بينهم ضباط، جلسة سؤال وجواب الى حد كبير حيث طرح وزير الدفاع معظم الاسئلة وطلب المشورة في شأن مستويات الجنود والجدول الزمني لتدريب العراقيين والانتماءات الطائفية داخل قوات الامن العراقية و"كفاءة وانضباط"الجنود العراقيين وقادتهم العسكريين. ولم يقل اي من الجنود انه يجب عودة القوات الاميركية الى الوطن ولم يقل اي منهم ان مستويات القوات كافية كما يزعم بعض قادتهم. وأكد غيتس أهمية جهود اعادة الاعمار التي يمكن أن تحسن الحياة اليومية للعراقيين بسرعة. وأضاف أنه يجب أن تتحرك الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية لاعادة فتح المصانع الحكومية وتأسيس فرص عمل. وتكتسب مهمة تدريب وبناء قوات الامن العراقية اهمية خاصة للآمال الاميركية والعراقية لنقل المسؤولية الامنية للسلطات العراقية بما يسمح بسحب القوات الاميركية. وقال جنود لغيتس ان قوات الامن العراقية في تحسن لكن الكثيرين منهم لا يحضرون للعمل. كما تحدثوا عن التحدي الذي يمثله تدريب العراقيين المرتبطين بميليشيات طائفية الذين يقدمون لها معلومات عن العمليات المقبلة. وقال أحد الجنود ان أفراد الجيش العراقي ينظرون الى أنفسهم باعتبارهم عراقيين بينما يعرف رجال الشرطة أنفسهم بأنهم من الشيعة او السنة.