يخوض الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة تجربة جديدة مع النص الشعري في عمله الجديد"مجنون ليلى"المستوحى من ديوان الشاعر البحريني قاسم حداد الذي يحمل العنوان ذاته، ويقدمه ضمن مهرجان"ربيع الثقافة"في البحرين. والعمل الذي وصفه الفنان اللبناني بأنه"احتفاء بالحب والجسد"مزيج من فنون تعبيرية عدة، إذ يجتمع فيه الغناء مع الأداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى والإضاءة، في مشهد اعتبر خليفة انه يتجاوز مفهوم"الكوريغرافيا". وقال خليفة فيما كان العشرات يجرون تمارين نهائية على العمل الجديد:"هذه تجربة جديدة تماماً مختلفة عن كل التجارب التي قدمتها". وأكد خليفة ان اختياره النص يأتي لأنه يتناول"موضوع الجسد"، معتبراً ان"موضوع الجسد مهم، وأشعر ان من حقنا ان ندافع عن الجسد، فهو وعاء الروح ويعطينا كل هذه الحياة ... هذا العمل احتفاء بالحب وبالجسد". وأضاف"هذا العمل ضد كل ما هو سيئ في حياتنا، وضد كل ما نراه، بدءاً من السياسة والثقافة وكل شيء ...، انه يقول لا للقذارة والقبح، وهو إحياء للجمال وإحياء للفرح". واعتبر خليفة انه من الصعب تصنيف العمل ضمن"لون تعبيري معين"، وإنما هو"صيغة أو اقتراح تعبيري جديد. وهذا هو التحدي الذي أردت ان أخوضه مع نص قاسم حداد". وقال:"في نص قاسم حداد يمكننا تحقيق عرض جمالي يصدر عن تجربة بحرينية في المبدأ، لكنه من بين الأعمال التي تأخذ طبيعتها الإنسانية كلما صقلت بالعرض في أماكن أخرى من العالم". ويشارك الشاعر حداد في العمل بالأداء الشعري بين مقاطع الموسيقى والغناء والرقص التعبيري. وأوضح خليفة ان"وجود حداد يعطي للعمل معنى آخر"، مضيفاً:"ربما نعطي الأمسيات الشعرية في المستقبل بعداً جديداً برفقتها مع الموسيقى". ويمنح خليفة في هذا العمل فسحة للآلات الموسيقية لتؤدي فاصلاً في مقاطع معينة من القصيدة، خصوصاً التشيلو والكمان والكلارينيت، فيما يؤدي بشار خليفة نجل الموسيقار وصلة على الإيقاع في ختام العمل. وقال خليفة:"ان الموسيقى مكتوبة خصيصاً للنص الشعري وللجسد والغناء والرقص"، مضيفاً:"أحببت ان أعطي كل آلة مساحة للتعبير، ففي مشهد زواج ليلى من ورد نسمع الكلارينيت، وهذا المشهد يجسد هذه المشاعر المتضاربة لدى ليلى وهي ترفض زواجها المفروض عليها ...، وعندما يتضرع قيس في صلاة يأتي التشيلو برفقته لينقل مشاعر هذا العاشق الوله وهو يناجي ربه". ويعتمد العمل على مقامات موسيقية عربية عدة، منها البيات والهزام والراست والحجاز والنهاوند والعجم، في بناء موسيقي يميل في بدايته الى الدخول الهادئ لحوار الوتريات وآلات النفخ. ثم يتصاعد شيئاً فشيئاً مع دراما الشعر، ليصل الى الذروة في نهايته إذ يستخدم خليفة كل جرعات التطريب في الوصلة الختامية.وقال خليفة:"المقطع الأخير هو خلاصة العمل كله، لهذا عمدت الى تصعيد الموسيقى في النهاية، لأنها تمثل انتصار الحب على الموت، وأردت ان أقول ان قيس لم يمت، بل عاش في كل واحد منا". وتشارك في العمل الفنانة اللبنانية أميمة الخليل التي ارتبطت تجربتها بخليفة منذ نشأتها، وهي تؤدي في"مجنون ليلى"وصلات غنائية وأخرى منغَّمة من دون موسيقى، إضافة الى زوجة مارسيل يولا كرياكوس التي تؤدي مقاطع شعرية وتشارك في الغناء مع مارسيل وأميمة في الوصلة الأخيرة من العمل. وقال الشاعر حداد:"ان اختيار خليفة لنصي أشعرني بشيء من القلق في البداية ... تحويل النص الشعري الى عمل كهذا وضعني أمام سؤال مهم، هو إلى أي مدى يمكن ان يجاري النص خيال مارسيل الموسيقي". وأصدر حداد"مجنون ليلى"مع الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي الذي وضع رسوم الكتاب في معرض"أخبار المجنون"الذي أقيم في البحرين عام 1996 وتنقل بين عواصم عدة.