وصفت المطربة اللبنانية أميمة الخليل أجواء غنائية «أحمد العربي» التي قدمتها مع مرسيل خليفة في الدوحة، بأنها عمل جبار استحق قيمته مع أوركسترا قطر الفلهارمونية والكورال الألماني وسوبرانو ألمانية وبيانو رامي خليفة. وأكدت الأمسية التي قدمت في «أوبرا كتارا»، تمسك الإنسان بقيم الجمال في الموسيقى والشعر والغناء. ووصفت العمل الغنائي الجديد «أنشودة المطر» للمؤلف الموسيقى عبدالله المصري بأنه قُدّم برؤية درامية وبناء واع، وأعطى قصيدة بدر شاكر السياب قيمة جمالية مضافة. وأوضحت أن تجربة ألبوم «زمن» الذي لم تتعاون فيه مع مرسيل خليفة، «عبارة عن رسائل عدة تبيّن إلى حد ما موقفي مما يحيط بنا حالياً من انتفاضات شعبية عامة، بأشكال تعبيرية مختلفة تبعاً لاختلاف رؤى كتّاب هذه المقطوعات ومؤلّفيها موسيقياً، والرسائل واضحة وبيّنة لمن يسمعها. مرسيل غير موجود في هذا العمل لأنه سيحضر في العمل المقبل بكامله وسيكون من توقيعه موسيقياً ومن خياراته شعرياً. أعمل حالياً عليه وأنتهي قريباً من تسجيل الأعمال». أما بخصوص حضور حس النقد والسخرية الشعبية بشكل أكبر في الألبوم، فتشير إلى أن «النقد شكل مهم من أشكال التعبير، خصوصاً في الفن، اختاره أحياناً لأستدل وإياكم إلى طريق أصوب ربما من الموضوع المنتقى. وهناك الرثاء في الألبوم حد «الندب» أحياناً، وهناك الرومانسية أيضاً والتحريض والعزم... ليس كل الألبوم نقداً طبعاً». وعن كيفية اختيار ما تغنيه من كلمة وموسيقى تقول الخليل: «أختار النص أولاً وهمّي في ذلك الإنسان وكل ما يحيط به ويستحوذ على عقله وقلبه، ثم أذهب إلى الموسيقي الذي يقنعني بجدية عمله، ويتقاطع فكره بشكل عام مع فكري». وتضيف: «الإنسان في هذه الأوطان حاضر دائماً في غنائي. هكذا تربيت وهكذا كرست تربيتي من خلال عملي وأنا صغيرة، ومقتنعة بفكرة أن الفن إن جردناه من مضمونه الإنساني لا ولن يبقى، ولا داعي لوجوده في هذه الحالة. الفن ليس «بيزنس» نحبه لمصلحة شخصية، بل اقتناعات وخيارات ندافع عنها ونحملها في قلوبنا لحمايتها وتقديمها. مرسيل قدم لي فرصة كبيرة وقيمة أكون من خلالها حاضرة في وجدان الناس على خطى الكبار من حاملي هموم الفن الجاد والمحترم. رهاني هو دائماً صوتي وما ينطق به منذ بداياتي حتى اللحظة». وعن رؤيتها للوسط الغنائي اليوم ومن يعجبها من الفنانين تشير إلى أن «الوسط الغنائي حالياً فيه الجيد والجيد جداً والأدنى والعقيم، كما كان وسيكون دائماً. ولا أضع نفسي يوماً في موقع المقيِّم لأعمال غيري، بل أحترم خيارات الجميع وأتابع من يتمتعون بجدية في العمل. الطاقات كثيرة وجميلة وقيّمة، تقييمي الوحيد هو حضور هذه الطاقات في وجدان الإنسانية من خلال عمل أصحابها وقدرتهم على ملامسة هذا الوجدان أولاً، والمكوث فيه أبداً». وعن مدى اقترابها من الغناء والموسيقى في الخليج، وهل يمكن أن تتعاون مع ملحن أو مطرب قطري أو خليجي في المستقبل، قالت: «لطالما استهوتني إيقاعات الخليج العربي التي هي امتداد لمدى الصحراء والشمس والاتساع. الموسيقى ما زالت في بحثها الأول لتتوافق مع نبض هذه الإيقاعات الساحرة. حالياً لست على تماس مع هذه البقاع من الفن، واعتقد من سيأخذني إلى هناك، هو صديق موسيقي خليجي أنسجم مع فكره لنعمل معاً لاحقاً. هذا الصديق لم أحظَ به بعد». أميمة الخليل فنانة لبنانية ترعرعت في عائلة محبة للفنون وبدأت حياتها المهنية كمغنية في سن الثانية عشرة يرافقها والدها على العود. ارتبط اسمها بالموسيقي مرسيل خليفة تنقّلت معه عبر دول عدة لأكثر من 27 سنة لإقامة حفلات موسيقية. غنّت لأبرز الشعراء في العالم العربي مثل محمود درويش ، شوقي بزيع، محمد عبد الله، طلال حيدر، هنري زغيب، نزار عطية الهندي وغيرهم.