مع تدفق مبعوثين سياسيين على بكين للمشاركة في مفاوضات جديدة حول الملف النووي الكوري الشمالي، رأت الولاياتالمتحدة أن الانتهاء من التحقيق الاميركي في نشاطات مصرفية كوريا الشمالي مهّد الطريق لإحراز تقدم في الملف النووي. وقال كبير المفاوضين النوويين الاميركيين كريستوفر هيل انه ما زالت هناك حاجة لإجراء محادثات في شأن"بنك دلتا اجيا"في ماكاو المتهم بتبييض اموال لحساب كوريا الشمالية، لكنه لا يتوقع ان يكون ذلك"حجر عثرة"في طريق المحادثات السداسية. وأعربت الصين أمس"عن اسفها العميق"للعقوبات التي تفرضها واشنطن على"بنك دلتا اجيا"، ملمحة الى تأثيرها المحتمل في"الاستقرار الاجتماعي والمالي"لهذه المستعمرة البرتغالية السابقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كين غانغ:"نأسف لقرار الولاياتالمتحدة"". وقال كين غانغ:"علينا ان نراعي طريقة دفع المحادثات السداسية وفي الوقت نفسه منطقة ماكاو الادارية الخاصة ومخاوفها المتعلقة بالاستقرار المالي والاجتماعي التي نأمل ان تأخذ بجدية في الاعتبار". لكن غانغ لم يقل بوضوح اذا كان للقرار الاميركي تأثير سلبي في المحادثات السداسية الكوريتان والولاياتالمتحدةوالصين وروسيا واليابان التي ستبدأ جولتها الجديدة الاثنين في بكين. وكانت وزارة الخزانة الاميركية اعلنت في بيان اول من امس انه لن يحق للمصارف الاميركية"فتح حسابات مصرفية لبنكو دلتا اجيا او الإبقاء عليها"، مشيرة الى ان هذا القرار"لا يستهدف ماكاو كسلطة". وبموجب القرار، يحظر على المصارف الاميركية التعامل مع بنكو دلتا اجيا بسبب تحقيق امرت الخزانة بفتحه في 2005. لكنه سيسمح لسلطات ماكاو بإعادة قسم من الاموال الى بيونغ يانغ. وأعربت سلطات ماكاو عن"خيبة املها"للقرار الذي يؤدي الى فصل هذا البنك العائلي عن النظام المالي الخارجي، ما يعرضه للإفلاس السريع. في المقابل، تنوي الولاياتالمتحدة تزويد كوريا الشمالية مولدات كهرباء في اطار الحوافز التي ستنالها بيونغيانغ بموجب الاتفاق على تفكيك برنامجها النووي. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية عن مصادر ديبلوماسية قولها ان هذا المشروع كشف خلال اجتماع مجموعة العمل في السفارة الكورية الجنوبية في بكين أمس. وتولى رئاسة الاجتماع كبار المفاوضين الكوريين الجنوبيين حول الملف النووي شون يونغ وو. وبموجب الاتفاق المتعدد الاطراف الذي وقع في بكين في 13 شباط فبراير، تعهدت كوريا الشمالية بدء تفكيك برامجها النووية في مقابل مساعدة في مجال الطاقة. كما وافقت كوريا الشمالية على مبدأ عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى البلاد بعدما طردوا منها في 2002. وأمام التقدم الذي أحرز في المحادثات السداسية، دعا زعيم حزب أوري الحاكم في كوريا الجنوبية جونغ سي كيون إلى وجوب عقد لقاء قمة بين الكوريتين في أي مكان وفي أقرب وقت ممكن، بهدف وضع اتفاقية سلام دائمة في شبه الجزيرة الكورية.