دارت مساومات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية في بكين أمس، في شأن مساعدات الطاقة التي ستحصل عليها بيونغيانغ، في مقابل وقف سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وطالبت كوريا الشمالية في اليوم الخامس من المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك برنامجها النووي، بمساعدات طاقة هائلة تشمل تزويدها مليوني طن من زيت الوقود الثقيل سنوياً تقدر قيمتها بنحو 600 مليون دولار الى جانب ألفي ميغاوات من الكهرباء، أي الكمية ذاتها التي تنتجها حالياً. وأشار ديبلوماسي الى أن بيونغيانغ أكدت أنه يجب أن تحصل على أكثر مما هو وارد في اتفاقات المساعدات السابقة، لأنها تعرض حالياً التخلي عن أسلحة ومفاعل يونغبيون النووي الذي ينتج البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع أسلحة نووية. وأثارت مطالب كوريا الشمالية التي تحدت المجتمع الدولي ونفذت تجربة نووية أولى في تشرين الأول أكتوبر الماضي، شك بقية البلدان المعنية بالمحادثات السداسية في شأن مدى استعدادها لتفكيك برنامجها النووي بالكامل. وحض كبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل كوريا الشمالية على وقف المساومة والتوصل الى اتفاق. وقال:"أعتقد بأن لا ضرورة لمزيد من المساومات. يحتاج الكوريون الشماليون الى اتخاذ قرار فقط، وتحديد اهتمامهم بهذه الفرصة أم لا، علماً ان عدم التوصل الى اتفاق سيؤدي الى عواقب تنتج من تغير الأجواء السياسية". لكن أي من البلدان الأخرى لم تبدِ تفاؤلها بأن كوريا الشمالية ستخفف مطالبها، وقال مسؤول كوري جنوبي ان"استمرار المفاوضات لا يعني أن الأمور جيدة"، مشيراً الى عدم توزيع مسودة منقحة لمشروع القرار الذي اقترحته الصين حتى الآن. ولم يستبعد المسؤول الكوري الجنوبي مواصلة المحادثات اليوم، في ظل تعمق المناقشات بجدية بالغة". وكانت كوريا الشمالية وافقت في أيلول سبتمبر 2005 على اتفاق أوضح خطوات تفكيك برنامجها النووي في مقابل نيل مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية، لكنه ضعف اثر اتهام واشنطن بيونغيانغ بغسل أموال. ودفع ذلك بيونغيانغ الى مقاطعة المحادثات السداسية، قبل أن تعود إليها في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأعلن كولين مكاسكيل، أحد المستثمرين الأجانب القليلين في كوريا الشمالية، ان القيود التي تفرضها الولاياتالمتحدة على التعاملات المالية لكوريا الشمالية منذ عام 2005 تزيد صعوبة انفتاح البلاد اقتصادياً. وقال مكاسكيل، رئيس مجلس إدارة مؤسسة"كوريو آسيا"التي توشك ان تسيطر بالكامل على مصرف"دايدونغ كريديت"في كوريا الشمالية، ان القيود الأميركية منعت معظم البنوك الدولية من التعامل مع البلاد. وتركز الولاياتالمتحدة على بانكو دلتا آسيا في مكاو الذي تقول واشنطن انه ساعد في غسل أموال من أنشطة مالية غير قانونية لكوريا الشمالية. وجمدت السلطات في مكاو حسابات البنوك الكورية الشمالية ومن بينها بنك دايدونج لدى بانكو دلتا آسيا وتبلغ قيمتها الإجمالية نحو 24 مليون دولار. وقال مكاسكيل:"املك أدلة على أن غالبية مصادر الأموال المجمدة في ماكاو قانونية، وأطلعت السلطات في الولاياتالمتحدة ومكاو وكوريا الجنوبية عليها". وزاد:"ربما تكون نسبة ضئيلة غير قانونية، علماً ان وجود عنصر غير قانوني أمر حتمي في سوق مماثل، والادعاء بأن الدولة ترعى ذلك قول سخيف". وتابع:"حاصروا الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل مالياً، وسيضطر الى بيع أسلحة، فيما قد ينجح رفع الضغوط الانفتاح الاقتصادي". على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية ان يونغ نام النجل الأكبر للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل غادر مقر إقامته في ماكاو الى بكين، حيث يستعد للسفر الى بيونغيانغ لحضور عيد ميلاد أبيه الخامس والستين. وقال يونغ نام لصحيفة"تشوسن ايلبو"الكورية الجنوبية ان زيارته لا ترتبط بالمحادثات الدولية التي تعقد في العاصمة الصينية بهدف إنهاء البرنامج النووي لبلاده. ورجحت مصادر استخباراتية كورية جنوبية ان يونغ نام بات غير مرشح لخلافة والده بسبب إبعاده من اليابان عام 2001 للاشتباه في دخوله إليها من جمهورية الدومينكان باستخدام جواز سفر مزور، ثم تعرض بعد ذلك لمحاولتي اغتيال.