أجرت واشنطن وبيونغيانغ محادثات مباشرة في بكين أمس، تناولت العقوبات المالية الأميركية على كوريا الشمالية والتي أدت إلى تجميد المحادثات السداسية التي تهدف إلى تفكيك برنامجها النووي طيلة 13 شهراً . جاء ذلك في اليوم الثاني من المحادثات السداسية التي تركز على تطبيق الاتفاق الذي وقعته كوريا الشمالية في أيلول سبتمبر 2005، ووافقت فيه على تفكيك برنامجها النووي في مقابل نيل مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية. ووصف مسؤول ياباني رفض كشف اسمه اللقاء الثنائي الذي جمع دانيال غليزر، السكرتير المساعد لوزير الخزانة الأميركي في شؤون تمويل الإرهاب والجرائم، مع أو كوانغ شول، رئيس مصرف كوريا الشمالية للتجارة، بأنه خلا من التشنج. وأشار مسؤول في السفارة الأميركية في بكين، حيث عقد الاجتماع، إلى أن الوفد الكوري الشمالي غادر بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات، فيما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ، بأن بكين تأمل بأن يحل الطرفان المسائل العالقة في شكل سليم،"ما يؤدي إلى إنجازات إيجابية تسهل عملية المحادثات النووية". وبات موقفا الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية أكثر تشدداً منذ توقيع اتفاق أيلول، إذ فرضت واشنطن عقوبات مالية بعد وقت قصير من إبرامه، فيما اعترفت بيونغيانغ بامتلاكها قنبلة ذرية في شباط فبراير الماضي، ثم أجرت التجربة النووية في تشرين الأول أُكتوبر. وكان كريستوفر هيل، كبير المفاوضين الأميركيين في المحادثات، أبدى أول من أمس نفاد صبر بلاده من مماطلة كوريا الشمالية، وذلك رداً على تصعيد بيونغيانغ موقفها في جلسة الافتتاح ومطالبتها برفع كل العقوبات التي فرضتها واشنطن ومجلس الأمن عليها بعدما أجرت تجربتها النووية الأولى في التاسع من تشرين الأول الماضي. وأكد هيل عدم تحقق أي تقدم في اليوم الأول من المحادثات، وحض بيونغيانغ على التقدم باقتراحات واقعية، وقال:"لم أسمع شيئاً في الاجتماع أثار البهجة في نفسي". تحذير وفي طوكيو، حذر وزير الخارجية الياباني تارو آسو من نهاية مبكرة للمحادثات، إذا لم تقدم بيونغيانغ تنازلات، وقال:"احتمال فشل المفاوضات بسرعة غير معدوم، وسيعني ذلك ببساطة أن العقوبات ستبقى سارية كما هي عليه". بدوره، دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى مناقشة ملف المواطنين الذين خطفتهم عناصر في الاستخبارات الكورية الشمالية خلال الحرب الباردة، في موازاة معالجة الملف النووي. وأكد آبي أن اليابان تسعى عبر التعاون مع بقية الدول إلى بذل كل ما في وسعها لحمل كوريا الشمالية على القيام بخطوة حاسمة في اتجاه تفكيك ترسانتها النووية،"لكن يجب في الوقت ذاته أن نشدد على أهمية عدم إهمال ملف المخطوفين". واعترفت كوريا الشمالية بأنها خطفت 13 مواطناً يابانياً في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، كي يتولوا مهمة تلقين جواسيس كوريين شماليين اللغة والثقافة اليابانيتين، وأطلقت سراح خمسة منهم عام 2002، وأكدت أن الثمانية الآخرين توفوا. لكن عائلات المخطوفين تعتقد في غياب أدلة مقنعة بأنهم ما زالوا أحياء. على صعيد آخر، توقعت لجنة الاستخبارات في البرلمان الكوري الجنوبي، انهيار النظام الشيوعي في كوريا الشمالية في حال وفاة الزعيم كيم يونغ إيل الذي لم يحدد خلفه بين ثلاثة أبناء. ورجح تقرير أصدرته اللجنة أن يختار إيل قائد الجيش السابق أو كوك ريول 75 سنة خلفاً له، ب"اعتباره يمنح الجيش الأولوية في تولي السلطة".