يجري مسؤولون سوريون في الأيام المقبلة اتصالات رسمية مع مسؤولين عرب وأجانب، محورها الوضع في العراق ولبنان وأفق حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وفي هذا الإطار يزور منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا دمشق الاربعاء المقبل، بعد لقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الرئيس حسني مبارك في القاهرة. وعلمت"الحياة"أمس ان اتصالات مصرية - سورية تجري لترتيب لقاء الشرع - مبارك الثلثاء المقبل، علماً أن الرئيس المصري كان سيلتقي وزير الخارجية وليد المعلم على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي، لكن"سبباً تقنياً"مصرياً واضطرار المعلم للعودة الى دمشق لحضور محادثات رسمية بمواعيد مسبقة، أديا الى تأجيل اللقاء. ويبدأ"الاسبوع الديبلوماسي"السوري بتمثيل معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس ومديرة ادارة الاعلام بشرى كنفاني ومدير ادارة المنظمات فيصل الحموي، سورية في مؤتمر بغداد المخصص لدول جوار العراق بحضور سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وسط معلومات عن عدم اعتراض واشنطن على حوار مع سورية. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"أمس إن هدف اجتماع بغداد، وهو الأول من نوعه،"مناقشة الوضع الأمني في العراق وما يمكن ان تقوم به دول الجوار في المجالين الامني والسياسي"، في ضوء التطورات الحاصلة منذ انعقاد المؤتمر الاخير لوزراء خارجية دول الجوار في طهران في تموز يوليو الماضي. ويتوقع ان يكون"التصور العربي"الذي توصل اليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير في القاهرة، اساساً للموقف الرسمي السوري ازاء الحل في العراق. ويتضمن هذا التصور بحسب نص القرار العربي الذي حصلت على نصه"الحياة"تأكيد"احترام وحدة العراق وسيادته واستقلاله وهويته العربية والاسلامية ورفض دعاوى تقسيمه"، و"تحقيق الاستقرار يتطلب حلاً امنياً وسياسياً متوازياً يعالج اسباب الأزمة ويقتلع جذور الفتنة الطائفية والارهاب". ويتضمن الموقف السوري - العربي المطالبة ب"توسيع العملية السياسية ومواجهة النعرات الطائفية والعمل على ازالتها نهائياً ونبذ الفئات التي تسعى الى اشعال هذه الفتنة والتصدي لها"و"مراجعة قانون اجتثاث البعث حتى لا يكون آلية للانتقام السياسي، وتأكيد المواطنة والمساواة فيها كأساس لبناء العراق الجديد، والحرص على توزيع الثروة العراقية بصورة عادلة على كل مناطق العراق، وقيام الحكومة العراقية بحل مختلف الميليشيات والعمل على انهاء المظاهر المسلحة العدوانية، وبناء وتأهيل القوات العسكرية والأمنية العراقية على أسس وطنية ومهنية وصولاً الى خروج القوات الأجنبية كافة من العراق". وما ان ينتهي اجتماع بغداد، بحضور ثلاثة مسؤولين من كل دولة، حتى تصل ايلين سوربري مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون السكان لبحث موضوع اللاجئين العراقيين. وأكدت المصادر ان سوربري التي تزور دمشق الاحد والاثنين المقبلين، ستجري"محادثات في شأن اللاجئين فقط، من دون أي بعد سياسي"، مشيرة الى انها ستلتقي مسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتشهد بداية الاسبوع ايضا زيارة وفد كبير من"مجموعة الأزمات الدولية"برئاسة رئيسها وزير خارجية استراليا السابق غاريث ايفانز وحضور مفوض شؤون الخارجية الاوروبي السابق كريس باتن والمسؤولين الاميركيين السابقين صموئيل لويس وروبرت مالي. واوضحت المصادر ان الوفد سيلتقي الأسد الاثنين المقبل، بعدما يعقد جلسة محادثات مع المعلم الاحد. وقال ممثل"الأزمات الدولية"في دمشق بيتر هارلنغ ان الوفد"سيستكشف احتمالات السلام بين سورية واسرائيل"، اضافة الى تناول الاوضاع في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية، ذلك ان بعض اعضاء الوفد سيلتقي قيادة"حماس"في دمشق. كما يشهد الاسبوع المقبل، وصول سولانا الاربعاء إلى دمشق، حيث سيلتقي الأسد والمعلم، في أول زيارة من نوعها منذ فرض العزلة على سورية قبل سنتين. وقالت مصادر اوروبية ل"الحياة"أمس ان هدف الزيارة هو"ارسال رسالة موحدة باسم الاتحاد الاوروبي". ونقلت عن سولانا قوله ان"الكثير من وزراء ومسؤولي الاتحاد الأوروبي ذهبوا إلى سورية، لمحاولة إيصال رسالة تدعوها إلى أن تتخذ موقفاً ايجابياً أو بناء، وانه يزور دمشق للتأكد من سيرها في هذا الطريق". لكن مصادر سورية ترى في الزيارة تأكيداً لانتهاء العزلة واهمية دور دمشق في ملفات العراق وفلسطين ولبنان. في باريس، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه"يؤيد من دون تحفظ"مهمة سولانا الذي يحمل إلى دمشق"خريطة طريق أوروبية". وقال شيراك في مؤتمر صحافي عقب انعقاد القمة الأوروبية في بروكسيل:"أؤيد من دون تحفظ"هذه الزيارة، موضحاً أنه تحدث مطولاً مساء الخميس والجمعة مع سولانا. وأكد أن سولانا سيبدأ زيارته الى المنطقة الأسبوع المقبل بلقاء مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ثم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل لقاء الرئيس الأسد. وأضاف أنه"يثق كثيراً"بسولانا الذي"يقوم بزيارة ومعه خريطة طريق أوروبية".