بعد أيام على توقيع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في القاهرة اتفاقاً لإقامة منطقة للتجارة الحرة بين بلاده ومصر، وصل رمضان امس الى دمشق حيث سيوقع اتفاقاً مماثلاً، فيما أعلن في عمان ان الحكومة الأردنية ستجري الاسبوع المقبل محادثات مع بغداد لانجاز الاتفاق الثالث. والتقى رمضان الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما استقبله رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى ميرو في مطار دمشق حيث عزف النشيد الوطني العراقي للمرة الأولى منذ نحو عشرين سنة. وتعد زيارة نائب الرئيس العراقي لسورية الأهم منذ انطلاق التطبيع بين البلدين في بداية 1997، بعد قطيعة ديبلوماسية وسياسية واقتصادية استمرت 18 سنة. واستقبل الرئيس الأسد نائب الرئيس العراقي في حضور وزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والعراقي محمد سعيد الصحاف، وقال مصدر رسمي ان اللقاء تناول "العلاقات الثنائية والوضع العام في المنطقة". ويزور الوفد العراقي اليوم "الجامع الأموي" و"قصر العظم" وسط الحي القديم في دمشق، ثم يجري رمضان وميرو محادثات تتزامن مع محادثات يشارك فيها الشرع والصحاف ووزيرا التجارة والنقل في البلدين. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان هذه المحادثات تستهدف وضع النقاط النهائية لاتفاق إقامة منطقة تجارة حرة بين العراق وسورية، تسمح بتبادل البضائع بينهما من دون عقبات. واشارت الى ان الاتفاق الذي سيوقع غداً في ختام زيارة الوفد العراقي سيكون "مماثلاً للاتفاق المصري - العراقي" الذي وقعه رمضان في القاهرة قبل أيام قليلة. وبذلك تكون الدولتان العربيتان اللتان شاركتا في "اعلان دمشق" بعد حرب الخليج، وقعتا اتفاقات اقتصادية ذات بعد سياسي مع العراق. وقال ديبلوماسيون: "تأمل سورية ومصر بالحصول على امتيازات اقتصادية، فيما يسعى العراق الى المضي في فك الحصار والعزلة عنه". وكانت وكالة الأنباء العراقية نقلت عن رمضان قوله قبل مغادرته بغداد ان فكرة إبرام اتفاقات مماثلة مع بلدان اخرى عربية "قيد التشاور خدمة للوحدة الاقتصادية العربية". وكان لافتاً مستوى الحفاوة التي استقبلت بها دمشق الوفد العراقي امس، وعزف النشيدان الوطنيان العراقي والسوري، واستعرض رمضان وميرو حرس الشرف، قبل ان يتوجها في موكب رسمي الى مقر اقامة الوفد العراقي. وكان البلدان اتخذا خطوات لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بينهما، آخرها قرار دمشق فتح شعبة لرعاية المصالح في بغداد، والاعلان عن مشروع انبوب ثالث للنفط يربط حقول كركوك بمصفاة بانياس السورية. وقال خبراء اقتصاديون ل"الحياة" ان سورية ستحصل على بليون دولار من عائدات تشغيل انبوب النفط العراقي - السوري، ويؤكد المسؤولون السوريون التزامهم القرارات الدولية في شأن الحصار على العراق، لكنهم يعملون ل"رفع المعاناة عن شعبه" وايجاد "علاقات متوازنة مع العراق ودول الخليج العربي". بروتوكول التعاون التجاري وعلى خطى مصر وسورية، اعلن رئيس الوزراء الاردني علي أبو الراغب امس ان حكومته ستجري محادثات مع بغداد الاسبوع المقبل، لانجاز اتفاق لإقامة منطقة للتجارة الحرة مع العراق. وابلغ جلسة لمجلس الأعيان ان وزير التجارة والصناعة واصف عازر سيزور بغداد الاسبوع المقبل، يرافقه وفد من القطاع الخاص يضم 150 شخصاً، وذلك لانجاز الاتفاق. واكد ان الزيارة ستشهد "تفعيل بروتوكول التعاون التجاري". وكانت غرفة صناعة وتجارة عمان طالبت الحكومة الأردنية بإقامة منطقة تجارة حرة مع العراق، أسوة بالاتفاق الذي وقعته مع الولاياتالمتحدة في تشرين الأول اكتوبر الماضي. ويرتبط الأردنوالعراق ببروتوكول تحصل عمان بموجبه على 5 ملايين طن من النفط العراقي في مقابل صادرات أردنية تتجاوز قيمتها 400 مليون دولار.