أرسلت الإدارة الأميركية اشارات متناقضة حول اجرائها محادثات مباشرة مع ايران وسورية، خلال المؤتمر الاقليمي الذي سيعقد في بغداد في 10 الشهر الجاري، ففيما بدا أنه رد على استعداد وزارة الخارجية لإجراء مثل هذه المحادثات، أعلن البيت الابيض انه لم يغير سياسته إزاء طهرانودمشق. وفيما سارعت سورية الى اعلان استعدادها للمشاركة في المؤتمر، أكدت ايران انها ستدرس الموضوع وستشارك"اذا كان في مصلحة العراق". واعلنت باريس انها قررت المشاركة فيما رحبت به لندنوبرلين، كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه"المبادرة الديبلوماسية الجديدة". وعبر عن أمله بأن يركز"المشاركون في الاجتماع التحضيري على الخطوات الضرورية والملحة لخفض العنف في العراق والمساعدة في تعزيز استقرار الوضع في المنطقة". وكانت الحكومة العراقية أعلنت في بيان أمس انها"وجهت دعوات رسمية الى دول الجوار الاقليمي ومصر والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن ومنظمة الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية لحضور مؤتمر يعقد في بغداد في 10 آذار مارس يهدف الى دعم العملية السياسية وجهود حكومة الوحدة الوطنية في تثبيت الأمن والاستقرار بما يساهم في تكريس الوفاق الوطني في البلاد". وأعلنت ميشل مونتاس، الناطقة باسم الأمين العام انه"يدعم المبادرة الديبلوماسية الجديدة"لكنه"لن يشارك في مؤتمر بغداد، وسيرسل ممثله الخاص في العراق أشرف قاضي للمشاركة كمراقب". وأضافت ان الأمين العام كان ناقش فكرة المؤتمر خلال لقائه الأخير مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في برلين واعتبر ان"المؤتمر يتماشى مع دعوة الأممالمتحدة لتوحيد الجهود الوطنية والاقليمية والدولية الرامية الى دعم الشعب العراقي وحكومته". وعبر الأمين العام عن أمله بأن"يركز المشاركون في الاجتماع التحضيري على الخطوات الضرورية والملحة لخفض العنف في العراق والمساعدة في تعزيز استقرار الوضع في المنطقة". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أعلنت مساء الثلثاء أمام الكونغرس استعداد واشنطن للمشاركة في مؤتمرين اقليميين سيعقدان في بغداد للبحث في السبل الكفيلة بإعادة الاستقرار الى العراق قد يجعلانها على اتصال مع ايران وسورية اللتين ترفض واشنطن التعامل معهما. وفي ما يبدو رداً على عدم استبعاد وزارة الخارجية الأميركية احتمال اجراء مسؤولين اميركيين محادثات ثنائية مع ايرانيين في المؤتمرين، صرح الناطق باسم البيت الابيض توني سنو:"لسنا بصدد عملية اعتراف ديبلوماسي بإيران ولا إجراء محادثات ثنائية معها". وأضاف:"يصف بعض الناس المشاركة الاميركية في اجتماع اقليمي بأنه تغيير في السياسة، وهذا غير صحيح". وتابع:"لقد شاركنا في منتديات عدة في السنوات الأخيرة الى جانب ايران وسورية لمناقشة قضايا ذات اهتمام اقليمي ... ولذلك فإن هذا ليس استثناء، بل مثال آخر على العمل الديبلوماسي الاميركي". وكان البيت الابيض قلل من شأن إجراء مثل تلك المحادثات، مؤكداً الشرط الاميركي وهو تعليق ايران أولاً تخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الولاياتالمتحدة انه يهدف الى تطوير سلاح نووي وهو اتهام تنفيه طهران. في طهران أعلن الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي علي لاريجاني ان ايران ستشارك في المؤتمر الدولي في بغداد"اذا كان يخدم مصلحة العراق"، مؤكداً"بذل كل ما في وسعنا لتسوية مشكلات العراق". وفي دمشق، اكد مصدر رسمي في الخارجية السورية ل"الحياة"امس ان سورية ستشارك في مؤتمر بغداد على مستوى معاون وزير الخارجية، واعتبر ان الموافقة الاميركية على حضور سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن مع ممثلي دول جوار العراق"خطوة جزئية في الاتجاه الصحيح"وصولا الى"حوار يشمل جميع مشاكل المنطقة لأنها مترابطة". وذكر المصدر ان الاجتماع سيعقد ليوم واحد، حيث يجتمع ممثلو الدول المشاركة في عمان على ان ينتقلوا في طائرة خاصة الى بغداد لحضور الاجتماع، مشيرة الى ان"نجاح المؤتمر يعني عقد جولة ثانية على مستوى وزراء الخارجية في نيسان ابريل المقبل". وأوضح المصدر ان الوفد السوري الذي يضم معاون الوزير احمد عرنوس ومدير ادارة المنظمات فيصل الحموي ومسؤولاً ثالثاً، سيقدم وجهة نظر دمشق إزاء الحل في العراق لتحقيق الامن والاستقرار فيه والقائمة على"ان الحل ليس عسكرياً بل سياسي يضمن اتخاذ خطوات على طريق المصالحة الوطنية التي يجب ان تتضمن جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الاجنبية واقامة جيش وطني وحل الميليشيات وإعادة النظر في الدستور كي يشعر العراقيون ان الدستور لا يمكن ان يشكل خطراً على وحدة العراق"، اضافة الى"إعادة النظر بقانون اجتثاث البعث والتفريق بين الصداميين من الرئيس السابق صدام حسين والبعثيين". ورحب الناطق باسم الحكومة البريطانية بمبدأ إجراء محادثات حول العراق مع سورية وايران، لكنه اكد ان لندن تريد ان يتم تحقيق"نتائج ملموسة على الأرض في العراق ولبنان وفلسطين ايضا". وفي باريس، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان فرنسا"ستدرس الدعوة الصادرة عن السلطات العراقية وسنعلن ردنا". مشيراً الى ان"الأولوية اليوم في العراق تكمن في تحريك عملية المصالحة الوطنية بهدف الوصول الى بنود توافق بين مجمل مكونات المجتمع العراقي حول المؤسسات ومستقبل البلاد".