اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان بلاده ستستضيف في الثامن والتاسع من الشهر المقبل مؤتمراً عن الامن في العراق يشارك فيه ممثلون عن الدول المجاورة، بالاضافة الى مصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. فيما جدد رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"في العراق عبدالعزيز الحكيم دعوة ايران لاجراء حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة يتناول العراق، مشيراً الى أن"هذا الحوار سيصب في مصلحة العراقيين". وكشف متقي، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الحكيم في طهران أمس، ان"موضوع المؤتمر الامني وجدول اعماله، الذي سيركزعلى التعاون بين هذه الدول حول العراق والقضايا الامنية، جرى البحث فيهما مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال زيارته الى طهران الاسبوع الماضي. وأوضح متقي ان ايران وجهت الدعوات الى وزراء خارجية دول الجوار ومصر والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمال الدين احسان اوغلي، مشيراً الى ان"التحضيرات جارية لانجاحه بعد التوافق على ذلك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري". وأضاف"سنبعث رسالة واضحة تشدد خلالها هذه الدول على ارساء الامن في العراق"، لافتاً الى ان"امن هذا البلد واجب اقليمي يقع على عاتق كل الدول لان الارهاب لا يطال العراق وحده بل يلحق الضرر بكل دول المنطقة". وشدد على ان الاجتماع"سيركز، بالاضافة الى الموضوع الامني في العراق، على ارادة الجميع في دعم العملية السياسة وبناء الدولة في هذا البلد". وأضاف الوزير الايراني ان زيارة الحكيم الى ايران" تفتح باباً جديداً في تنمية التعاون بين البلدين"معلناً استعداد ايران للبدء بتنفيذ الاتفاقات السبعة، التي وقعت خلال زيارة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الى ايران قبل سنة، المتعلقة بمشاريع الطاقة والربط الكهربائي بين ايران وجنوب العراق وخط انابيب للنفط والغاز ومساهمة ايران في اعادة اعمار العراق والتجارة الحدودية ومختلف المجالات الاقتصادية. من جهته طالب الحكيم الدول العربية والاسلامية ب"اتباع النموذج الايراني في العلاقات مع العراق"ودعا، من جهة ثانية، ايران الى"اجراء حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة حول العراق والملف النووي الايراني، مشيراً الى ان"هذا الحوار سيصب في مصلحة العراقيين". وشدد الحكيم على ان كل المؤسسات والاحزاب العراقية لديها الارادة على قيام"تعاون ايجابي مع كل دول المنطقة، خصوصاً ايران الدولة الاكبر والاقوى ... التي تقف الى جانب العراق". واعرب عن رغبة بغداد في المشاركة في خطط"احلال الامن الاقليمي"مشيراً الى ان"مشاركة العراق في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار تأتي في هذا الاطار الامني"، مستبعداً في الوقت نفسه ان"يساهم الاجتماع المقبل في وضع حد للاعمال الارهابية في العراق"، وحذر من"مخاطر استمرار الارهاب في العراق لأن آثاره السلبية لن تقتصر عليه وحده بل ستنتقل الى كل دول المنطقة". يذكر ان العراق ودول الجوار السعودية وايران وسورية والاردن والكويت وتركيا عقدت اجتماعات وزارية دورية لدرس الوضع في هذا البلد الذي يشهد اعمال عنف مستمرة منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان ابريل 2003. وكان مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي قال الاربعاء ان ايران لم تعد ترغب في اجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة في شأن الوضع في العراق. وفي آذار مارس الماضي، سمحت الادارة الاميركية لسفيرها في بغداد زلماي خليل زاد ان يبحث مباشرة مع الايرانيين في هذه المسألة. وأعلن زاد في 9 من نيسان ابريل ان المحادثات ستجري بعد تشكيل الحكومة العراقية التي اكتملت تشكيلتها منذ اسبوع.