أعلنت قوات التحالف في أفغانستان أن قائد "طالبان" الذي استولى على مدينة قلعة موسى في ولاية هلمند جنوب البلاد يوم الجمعة الماضي، قتل في غارة جوية أمس. تزامن ذلك مع استعدادات لاستعادة المدينة من الحركة، مع تولي الأميركيين قيادة عمليات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، فيما توعدت"طالبان"القوات الأجنبية ب"صيف دموي"هذه السنة. وقال دايف مارش الناطق باسم القوة الدولية للمساعدة في إحلال السلام في أفغانستان إيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي إن"القائد البارز في صفوف طالبان"الذي قتل أمس،"كان معروفاً لأنه قاد المتمردين في إقليم قلعة موسى، وكان مسؤولاً مباشرة عن التمرد والهجمات التي شنها المتمردون أخيراً على مدينة قلعة موسى" عاصمة الإقليم. ولم يكشف الحلف الأطلسي هوية القائد"الطالباني"، لكن مصادر محلية أعربت عن اعتقادها بأنه يدعى الملا عبد الغفور الذي قتل شقيقه في نهاية كانون الثاني يناير في غارة شنتها"إيساف"في الإقليم. وأفادت تقارير أن عبد الغفور استهدف بغارة جوية فيما كان يستقل شاحنة صغيرة في منطقة معزولة في ضواحي قلعة موسى. وأعلنت السلطات في هلمند تفكيك مجلس الأعيان الذي كان يدير إقليم قلعة موسى منذ التوصل إلى اتفاق بين القوات البريطانية وزعماء القبائل المحلية في أيلول سبتمبر الماضي. كذلك نزع سلاح قوات الشرطة المحلية التي كانت مكلفة حفظ الأمن في إطار هذا الاتفاق. وتبادلت"طالبان"والقوات البريطانية الاتهامات بانتهاك هذا الاتفاق الذي قالت"إيساف"انه ينص على انسحاب الطرفين من منطقة مساحتها خمسة كلم في محيط قلعة موسى، لوضع حد لأعمال العنف. وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية زماري بشاري أن السلطات الأفغانية مدعومة بقوات"إيساف"تحاول طرد"طالبان"من المدينة، مع تفادي"الأضرار الجانبية"، موضحاً انه يفترض أن تلقى مناشير على قلعة موسى، تأمر"طالبان"بمغادرة المنطقة تحت طائلة"مواجهة عملية حازمة". وفرت مئات العائلات من المنطقة خوفاً من غارات محتملة. وتبلغ مساحة إقليم قلعة موسى نحو 120 كلم طولاً و20 عرضاً في شمال ولاية هلمند التي تعتبر اكثر المناطق اضطراباً في البلاد. ويتوقع أن يبدأ البريطانيون الأسبوع الحالي، في تعزيز قواتهم المنتشرة في الولاية. وأرسلت بريطانيا 800 جندي إضافي إلى جنوبأفغانستان حيث سيبلغ عديد قواتها مع نهاية الصيف المقبل 5800 رجل. وينتشر ثلث قوات"إيساف"وقوامها 35 ألف جندي، في جنوب البلاد الذي يعتبر معقلاً ل"طالبان". وتعتبر ولاية هلمند المجاورة لقندهار والمحاذية لباكستان من اكثر المناطق إنتاجاً للأفيون. وتعتبر أفغانستان أول منتج للأفيون في العالم بحسب الخبراء، ويعتقد بأن هذا المخدر يستخدم لتمويل التمرد. وشهدت أفغانستان خلال 2006، أسوأ موجة عنف منذ إطاحة نظام"طالبان"في كابول 1996 - 2001، سقط خلالها أربعة آلاف قتيل. الأميركيون يتولون القيادة وتولى الجنرال الأميركي دان مكنيل أمس، قيادة قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان خلفاً للبريطاني ديفيد رتشاردز، وذلك للقيام بمهمة دقيقة تستغرق تسعة اشهر في حين يخشى من تكثيف حركة"طالبان"هجماتها مع عودة فصل الربيع. وتولى مكنيل رسمياً مهماته في مراسم مقتضبة نظمت في المقر العام ل"إيساف"في كابول. وكان الجنرال مكنيل عين قائداً لعملية"الحرية الدائمة"التي شنها التحالف في أفغانستان بين أيار مايو 2002 والشهر ذاته من سنة 2003 وأعلن الجنرال الأميركي أن"إيساف"ستبقى في أفغانستان"حتى ننهي مهمتنا". في المقابل، أعلن الجنرال رتشاردز الذي واجه تزايد عمليات"طالبان"خلال ولايته، أن الحلف الأطلسي"اثبت انه قادر على الانتصار وسينتصر"على الحركة. وقال إن"مع حلول فصل الربيع سنوفر الشروط للتغلب على المتمردين"في حين يشهد فصل الشتاء عادة تراجعاً في عمليات التمرد في هذا البلد الجبلي. واقر القائد الرفيع في"إيساف"الجنرال الألماني ايغون رامس بأنه"على رغم التقدم الملحوظ فإن المتمردين ما زالوا يبسطون نفوذهم على بعض مناطق البلاد". وقال"حتى ولو عجزوا عن حشد عدد كبير من القوات فإنه من الصعب مواجهتهم". وأكد الجنرال رامس أن"المتمردين اثبتوا من جهة أخرى بأنه يمكنهم اغتنام علاقاتهم بعناصر أوساط الجريمة والمخدرات لكسب الدعم والتمويل". "طالبان"تتوعد في الوقت ذاته، توعدت"طالبان بتكثيف الهجمات الانتحارية، مشيرة إلى أنها تتمتع بدعم 95 في المئة من الشعب. وقال القائد البارز في الحركة الملا حياة خان ل"رويترز"في قاعدة سرية قرب سبين بولداك في جنوب البلاد إن"طالبان"التي كانت تدعمها باكستان في الماضي، لا تحصل على دعم خارجي وتعمل بالكامل من داخل الأراضي الأفغانية. وقال الزعيم الملتحي البالغ من العمر 35 سنة وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف ويرتدي قناعاً:"أنجزنا ثمانين في المئة من الاستعدادات لقتال الأميركيين والقوات الأجنبية، ونحن على وشك بدء الحرب". وكان محاطاً بعشرات من مقاتلي"طالبان"بين أنقاض مبنى. وكان المقاتلون يعدون ألغاماً مضادة للدبابات ويستخدمون المتفجرات وأواني الطهي التي تعمل بالضغط التي يشيع استخدامها في أنحاء آسيا والتي كان يستعملها متمردون آخرون في إنتاج القنابل منهم الماويون في النيبال. وقال خان:"مقاتلو طالبان موجودون بالكامل داخل أفغانستان ولنا مراكز في كل الأقاليم. طالبان ليسوا موجودين في باكستان لأن باكستان أضرت بنا وسلمت العديد من رفاقنا إلى الولاياتالمتحدة".، وهي تخطط لإقامة سياج وزرع ألغام على امتداد الحدود البالغ طولها 2500 كيلومتر. وقال إن معظم أجزاء الحدود وعرة وخارجة عن السيطرة، ولن يكون للإجراءات الباكستانية تأثير في عمليات"طالبان"القتالية.