أعلن مسؤولون عسكريون أمس أن القوات الأفغانية مدعومة بضربات جوية للحلف الأطلسي استعادت من متمردي طالبان إقليماً استراتيجياً في ولاية هلمند (جنوب). وكانت طالبان سيطرت الأربعاء على مدينة موسى قلعة في ولاية هلمند المضطربة بعد أسابيع من المواجهات العنيفة مع القوات الحكومية. وأكد المتمردون أنهم قتلوا وأسروا عشرات من الجنود الأفغان. وبعد إرسال تعزيزات من ولاية قندهار المجاورة، اخترقت القوات الأفغانية صباح أمس خطوط طالبان مدعومة بغارات جوية للأطلسي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع دولت وزيري إن«قوات الأمن، وبينها الجيش ومجموعات كوماندوس، شنت هجوماً ناجحاً هذا الصباح. لقد استعادت السيطرة على الإقليم وقتلت 220 من المقاتلين الأعداء». ولفت إلى أن المعارك لم تسفر عن ضحايا في صفوف القوات الحكومية. وأعلنت قوة الأطلسي التي بقيت في أفغانستان أن مقاتلات أمريكية شنت 18 غارة جوية على إقليم موسى قلعة خلال الأسبوع الفائت. ولم يصدر رد فعل من طالبان على هذه المعلومات. وكانت سلطات كابول تخشى أن يتيح سقوط هذا الإقليم الذي شكل موقعاً استراتيجياً لقوة الأطلسي، لمتمردي طالبان السيطرة على مناطق مجاورة وتعزيز نفوذهم في شمال هلمند. ومنذ انتهاء مهمته القتالية في ديسمبر الفائت، لا يزال للأطلسي نحو 13 ألف جندي في أفغانستان مكلفين بتدريب القوات الأفغانية التي تواجه تمرد طالبان. وشهد إقليم هلمند في الجنوب بعضاً من أعنف المعارك على مدار الحرب التي بدأت قبل نحو 14 عاماً. وفقدت القوات البريطانية أكثر من 400 من رجالها وهي تحاول هزيمة طالبان، بينما لاقى 350 من أفراد مشاة البحرية الأمريكية حتفهم أيضاً هناك. وانتزعت القوات البريطانية والأفغانية السيطرة على بلدة قلعة موسى – التي يسكنها نحو 20 ألفاً وتنتشر فيها مزارع الأفيون وممرات التهريب – للمرة الأولى قبل ثمانية أعوام ثم انتزع المتشددون السيطرة عليها قبل أربعة أيام. وقال المتحدث باسم التحالف برايان تريبوس إن طائرات أمريكية من مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي نفذت 18 ضربة جوية على مدى الأسبوع المنصرم في مسعى لطرد طالبان من المنطقة. وأضاف أن جنوداً أجانب قدموا المساعدة أيضاً على الأرض.