دق الرئيس حسني مبارك على ابواب عقولنا وقال دستور، فدخل من ابواب عقول البعض ووقف امام ابواب عقول البعض الآخر. وهناك من لم يصلهم الدق اصلاً، فالبعض يرى ان الفتح المبين لعصر سياسي ديموقراطي جديد يحدث نقلة في تاريخ مصر السياسي، خصوصاً انها تضع الجماعة المحظورة في موقف يجعلها اما ان تتواءم مع الوضع الجديد او تختفي والأولى هي التي ستحدث، فنواب"الأخوان"يعلنون البدء في تأسيس حزب سياسي مدني يتماشى مع الوضع الجديد، لكنهم متأكدون من رفض لجنة شؤون الأحزاب التي يجب ان توافق لتختفي"الجماعة"المحظورة. وهناك من يرى انها فرحة لم تتم على رغم فرحتهم بهذه التعديلات الا انهم يرون ان المواطن المصري الكادح لن يستفيد منها بشيء وأنها لا تهم سوى رجال السياسة وأصحاب اللعبة ولا تمت بصلة للمواطن. ولكنني لا أرى ذلك ولا تلك، وأتصور ان الرئيس مبارك وصل الى مرحلة من الحكمة وفهم حقيقة ما يحدث وتوقع ما سيحدث وكنوع من الخوف على الوطن يطرح هذه التعديلات التي لا تمنح مزيداً من التطور السياسي فقط او تؤثر في المواطن البسيط كما يرى البعض ولكنها تحمي مصر من خلال مسألتين الأولى، التفرقة الدينية والعرقية والتأكيد على مبدأ المواطنة. والثانية، ان تكون الكلمة للشعب ونوابه فيكون من حق المجلس سحب الثقة من الوزارة. محمد أحمد عبدالحليم جودة مصر - بريد إلكتروني