على واضعي سياسة البنتاغون الأميركي التفكير ملياً في نتائج هجوم عسكري على إيران. فمثل هذا الهجوم قد يحمل الإيرانيين على مساندة الرئيس المتشدد أحمدي نجاد، وعلى"رص صفوفهم"والتكتل كتلة واحدة وراءه. فالضربة العسكرية تطيح الإيرانيين المعتدلين. وهؤلاء نالوا ثقة الناخبين في الانتخابات المحلية الأخيرة. فتتبدد فرص نجاح الشباب التواقين الى الحرية في تغيير النظام من الداخل. وغداة العدوان عليها، قد تنسحب طهران من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، وتطرد مفتشي وكالة الطاقة الدولية. فالمسؤولون الإيرانيون يزعمون أن برنامجهم النووي مدني. ومن شأن الضربة العسكرية الأميركية إطلاق رصاصة الرحمة على النيات الحسنة والمزعومة هذه. وعلى خبراء الاستراتيجية الأميركية البحث في ما قد تؤول اليه الأوضاع في الشرق الأوسط بعد ضرب إيران. فقبل ثلاثة أعوام، أغفل هؤلاء الخبراء دراسة نتائج الحرب قبل غزو العراق. وهم لا يزالون يسددون ثمن تهورهم الى يومنا. ولم يعتبر الأميركيون بتجربة العراق، ولا يبدو أن أصحاب القرار في واشنطن يحتسبون للأسئلة التالية: هل تؤثر هذه الضربة في موجة معاداة أميركا سلباً أم إيجاباً؟ وهل تضعف الأنظمة المتحالفة مع الولاياتالمتحدة أم تقويها؟ وهل في وسع الولاياتالمتحدة مواجهة حركات تمرد في الدول الحليفة لها، إذا نشبت الحركات هذه بعد ضرب إيران؟ وإذا كان الساسة الأميركيون لا يتصورون إجابة عن هذه الأسئلة، فالأحرى بهم التروي والحذر. والحق ان الطريق الى هجوم على إيران ليست معبّدة. فالأرجح ألا يصادق مجلس الأمن على المبادرة العسكرية، ولن تتردد روسيا والصين في نقض الإجماع على مهاجمة إيران. ولا يؤيد الأميركيون، سواء كانوا جمهوريين أو ديموقراطيين، خروج إدارة الرئيس جورج بوش مجدداً على قرارات مجلس الأمن. فأميركا، وهي شاركت في تأسيس الأممالمتحدة في 1945، تميل الى التزام القانون الدولي. وحلفاء واشنطن المقربون لن يجاروها في مغامرتها الجديدة. ففي بريطانيا أعلن جنرالان أن الإقدام على ضرب إيران هو"جنون"وخروج على المنطق. وتعزيز القوات الأميركية في الخليج العربي هو من قبيل تحذير قوي للقادة الإيرانيين، على أمل امتثالهم. عن رونو جيرار ، "لو فيغارو" الفرنسية، 22 / 2 / 2007