تعرضت قاعدة بغرام، المقر الرئيسي للقيادة الأميركية في افغانستان لهجوم انتحاري امس، خلال تواجد ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي داخلها، ما شكل اختراقاً نوعياً لحركة "طالبان" التي تبنت العملية. وفجر انتحاري حزاماً ناسفاً يحمله وسط حراس القاعدة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً الى الشمال من كابول، ما اسفر عن سقوط 14 قتيلاً بينهم جنديان اميركيان وآخر كوري جنوبي، اضافة الى 27 جريحاً لم تعرف جنسياتهم على الفور راجع ص 8. واضطر تشيني الى إلغاء خطته لاستقبال الرئيس الافغاني حميد كارزاي في القاعدة، وعقد اللقاء بينهما في القصر الرئاسي في كابول قبل ان يغادر نائب الرئيس الاميركي البلاد من دون الإدلاء بتصاريح، علماً ان الزيارة تهدف الى التنسيق لاحتواء تصعيد"طالبان"التي اخذت تزيد من وتيرة هجماتها الانتحارية ضد القوات الاجنبية والجيش الافغاني. وأعلنت"طالبان"ان منفذ الهجوم ضد قاعدة بغرام شاب يدعى عبدالرحيم وهو من ولاية لوغر جنوبكابول. وأبلغت مصادر إعلامية في كابول"الحياة"عبر الهاتف ان الانتحاري ترجل من شاحنة خاصة تحمل مؤناً للقوات الأميركية، وتظاهر بأنه يعمل في القاعدة، لكن الحراس صدوه فبادر الى تفجير حزام ناسف كان يحمله. وعلى الأثر، سارعت القوات الأميركية إلى إغلاق المنطقة ومنع وسائل الإعلام أو أقارب العاملين في القاعدة من الاقتراب منها. ورأى محللون في باكستان ان الهجوم يحمل دلالات على استعداد"طالبان"لشن هجمات جريئة، خصوصاً ان القاعدة تؤوي المركز الرئيسي للاستخبارات وجمع المعلومات لمصلحة التحالف في افغانستان. ووصف مصدر أمنى باكستاني الهجوم ب"المتطور"، واعتبره مؤشراً الى"جاهزية المسلحين وجودة عملية جمع المعلومات الاستخباراتية، عشية الهجوم الربيعي"الذي توعدت"طالبان"بشنه ضد قوات التحالف. وتزامنت العملية في بغرام، مع هجوم انتحاري آخر، استهدف مديرية الامن في قندهار عاصمة الجنوب الافغاني امس، ما أسفر عن مقتل منفذه الذي كان يحمل حزاماً ناسفاً، وجرح اربعة مدنيين. كما سبق ذلك هجوم مماثل على مركز الشرطة في خوست جنوب شرقي البلاد اول من امس، ما أدى الى مقتل منفذه وضابط شرطة في الولاية. وعلق الكولونيل توم كولينز الناطق باسم القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان إيساف على تزايد الهجمات الانتحارية ل"طالبان"بالقول:"ان التصور الذي يحمله المتطرفون لافغانستان هو ببساطة القتل وإلحاق الأذى"بالآخرين. وكان تشيني وصل الى افغانستان ليل اول من امس، قادماً من باكستان حيث حض الرئيس برويز مشرف على تكثيف عمليات مطاردة"الارهابيين"الذين تردد انهم يقيمون معسكرات لهم في مناطق القبائل المحاذية للحدود الافغانية، ويستخدمون المنطقة الحدودية منطلقاً لشن هجماتهم. وأفادت تقارير في إسلام آباد امس، ان وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي طلبت من مشرف بذل المزيد لمكافحة الارهاب، أيدت خطط باكستان لبناء سياج على الحدود الباكستانية - الافغانية، لوقف تسلل المتطرفين.