طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساعدة نظيره الفرنسي جاك شيراك لإعادة تنشيط مسيرة السلام بين حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية واسرائيل، واعلن ان مطلبه الاساسي في جولته الحالية في اوروبا"رفع الحصار وان لا تلقى الحكومة التي ستشكل ما لقيته الحكومة الحالية وإذا لم يفك الحصار فلا فائدة من أي عمل نقوم به". واضاف عباس انه وجد لدى الرئيس شيراك خلال محادثاتهما امس في قصر الاليزيه في باريس تفهماً لاتفاق مكة وطبيعة حكومة الوحدة الوطنية. راجع ص 4 و5 وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شيراك أكد دعم فرنسا لفكرة الحكومة الوطنية واعتبر ان اتفاق مكة يمثل خطوة أولى نحو الأخذ بشروط اللجنة الرباعية الدولية. واكد الموقف ذاته لاحقاً وزير الخارجية فيليب دوست بلازي بعد محادثاته مع عباس اذ قال انه اكد له دعم فرنسا لجهوده من أجل جمع الفلسطينيين في حكومة وحدة وطنية"تحترم مبادئ اللجنة الرباعية". وكانت مصادر الرئاسة الفرنسية أكدت ان شيراك سيعمل مع الشركاء الأوروبيين لإقناعهم بضرورة دعم اتفاق مكة ودعم حكومة الوحدة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي يرافق عباس في جولته الاوروبية والعربية ان شيراك وعد عباس ببذل أقصى الجهود للمساعدة على حل مشكلة القيود الاسرائيلية على العائدات الجمركية والضريبية المستحقة للفلسطينيين والمساعدات التي تقدم لهم. وصرح عريقات في مؤتمر صحافي في باريس بأن المواقف التي سمعها الجانب الفلسطيني في كل من لندن وبروكسيل وبرلين وباريس هي"ننتظر لنرى"، وان الجميع يرحب باتفاق مكة وحكومة الوحدة وفي الوقت نفسه يريد من الحكومة الفلسطينية التزام مبادئ اللجنة الرباعية. وفي السياق نفسه رويترز، قال العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي انه يتعين أن تمتثل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها لمطالب اللجنة الرباعية الدولية و"أن تفي بشكل كامل بالمبادرة العربية والالتزامات الدولية". ويبدأ العاهل الاردني غداً زيارة الى مصر يتبعها بزيارة الى السعودية بعد غد. وقالت المصادر الاردنية الرسمية ان العاهل الاردني سيجري محادثات مع الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز في اطار سعيه الى تشكيل رؤية عربية موحدة يطرحها في خطاب يلقيه أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي بشقيه الشيوخ والنواب في السابع من آذار مارس المقبل. وصرحت مصادر في الديوان الملكي الهاشمي بأن الملك عبدالله الثاني سيشدد في الخطاب على ضرورة إيجاد حل شامل وعادل ودائم للصراع العربي - الاسرائيلي يستند إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. ويسعى العاهل الاردني في جولته الى اقناع الادارة الاميركية ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير باعتماد المبادرة العربية كأساس عادل للحل في المنطقة. وسيتناول في خطابه أمام الكونغرس ومحادثاته مع الإدارة الأميركية الوضع في العراق وسبل تعزيز مناخ الأمن والاستقرار هناك. وفي الرباط، اكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقيات بعث بها امس الى مسؤولي الاتحاد الاوروبي ان أعمال الحفريات التي تقوم بها اسرائيل قرب المسجد الاقصى في القدس"استفزازية"، مطالباً بوقف هذه الاعمال"الباطلة واللامشروعة". جاء ذلك فيما أعلنت منظمة "اليونيسكو"انها سترسل بعثة للاطلاع على الحفريات. وفي قطاع غزة، قتل أربعة فلسطينيين وجرح 23 آخرون في اشتباكات مسلحة بين عائلتين في خان يونس تساند إحداهما أعداد من"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"وتعتبر الاخرى منتمية الى"فتح"، وذلك في أعقاب مقتل أحد قادة"القسام"محمد الغلبان 27 عاماً جنوب شرقي مدينة خان يونس.