اطلع الرئيس محمود عباس العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امس على نتائج الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية لترتيب لقاء له مع رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون آخر الشهر الجاري، كما عرض للجهود التي تقوم بها السلطة لضبط الامن وبناء المؤسسات الامنية في اطار حوار الفصائل استعداداً للانتخابات الفلسطينية. وأكد عباس في تصريح انه استعرض مع الملك عبدالله العديد من النقاط التي سيبحثها مع الادارة الاميركية في اطار الجهود الاردنية الداعمة للمواقف الفلسطينية، وقال:"نحن بحاجة الى جهود الملك عبدالله الثاني لانها ضرورية بعد الانسحاب من غزة، لان هناك خطوات اخرى مهمة يجب تنفيذها". وجدد العاهل الاردني استعداد بلاده لوضع جميع الامكانات والتسهيلات امام السلطة الفلسطينية لانجاح مهمتها في بسط السيطرة وادارة شؤون قطاع غزة والاراضي التي تنسحب منها اسرائيل. واكد في بيان صادر عن الديوان الملكي ان"الاردن سيواصل اتصالاته وجهوده على الصعيدين الاقليمي والدولي لحشد الدعم للسلطة ولاستمرار عملية السلام". ويسعى الرئيس الفلسطيني الى الاستفادة من العلاقات الاردنية - الاميركية تمهيداً للقائه المرتقب مع الرئيس جورج بوش وعدد من مسؤولي ادارته. كما تسعى القيادة الاردنية الى انجاح قمة عباس - شارون نهاية الشهر الجاري من اجل اجراء ترتيبات لعقد قمة رباعية يشارك فيها الى جانب العاهل الاردني، الرئيس حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي تهدف الى دفع عملية السلام بين الجانبين والبدء بتطبيق"خريطة الطريق"واجراء انسحابات اسرائيلية جديدة من اراضي الضفة الغربية. وتأتي زيارة عباس لعمان في اطار جولة يقوم بها وتشمل مصر وفرنسا واسبانيا والفاتيكان والولايات المتحدة. ومن المقرر ان يتوجه اليوم الى باريس التي يزورها للمرة الاولى منذ انتخابه رئيسا للسلطة ويلتقي اليوم الرئيس جاك شيراك وغدا وزير الخارجية فيليب دوست بلازي. وقال وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة الذي يرافق عباس في جولته:"نتوقع من فرنسا الاستمرار بالموقف الواضح المستند للقانون الدولي والمفاهيم الفرنسية الخاصة بالعدالة والسلام". وعبر عن أمله في ان"يستمروا الفرنسيون في لعب دور ايجابي وفاعل في اطار الاتحاد الاوروبي من اجل القضية الفلسطينية وعملية السلام وصولا الى تسوية حقيقية". وبالرغم من العلاقات الطيبة التي تربط تقليديا فرنسا والفلسطينيين، فان مشاركة شركتين فرنسيتين بتنفيذ مشروع قطار يصل حيين استيطانيين في القدسالشرقيةالمحتلةبالقدس الغربية قد تشكل موضع خلاف بين الجانبين. واعرب القدوة عن"قلقه العميق"من مشاركة شركتي"الستوم"و"كونكس"الفرنسيتين ضمن كونسورتيوم كلفته السلطات الاسرائيلية عام 2002 تنفيذ مشروع قطار القدس الذي يصل الى حيي"بسغات زئيف"والتلة الفرنسية الاستيطانيين في القدسالشرقيةالمحتلة. واكد القدوة ان هذه المسألة ستكون ضمن المواضيع التي سيطرحها الرئيس الفلسطيني خلال زيارته لفرنسا، معتبرا ان"هذا يشكل مشكلة جدية لانه مخالف للقانون الدولي والحكومة الفرنسية عليها التزامات قانونية واضحة في هذا المجال". وبعد فرنسا سيتوقف عباس في مدريد غدا لاجراء محادثات مع رئيس الحكومة الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير الخارجية ميغيل انجيل موراتينوس. وينهي جولته في واشنطن التي ينتظر ان يصلها الاربعاء على ان يلتقي الخميس بوش في البيت الابيض في لقاء هو الثاني بعد لقاء ايار مايو. وقال القدوة ان عباس سيدعو الى تدخل اميركي لدى اسرائيل من اجل التوصل الى تسوية"المسائل المعلقة في شأن قطاع غزة مثل المعبر رفح والمطار والميناء والركام المستوطنات والربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة". وتابع ان المحادثات ستتناول ايضا"ما بعد غزة"، موضحا انه"نريد خطوات مماثلة في الضفة الغربية وتطبيق خريطة الطريق"التي تنص خصوصا على قيام دولة فلسطينية مستقلة. واضاف:"سنطالب ايضا بوقف الاستيطان وبوقف بناء الجدار الفاصل في الضفة". واكد ان عباس سيقاوم اي ضغوط اميركية محتملة لاستبعاد"حركة المقاومة الاسلامية"حماس من الانتخابات التشريعية مطلع العام، وقال:"اننا ضد اي تدخل اجنبي في شؤوننا الداخلية بما في ذلك الانتخابات".