اسمه محمد خليفتي، لكن جمهوره يعرفه باسم الشاب مامي، وهو من أبرز مؤسسي لون الراي الشعبي في الموسيقى النابعة من المغرب العربي. وعرف كيف يفرض هذه الموسيقى في الغرب، خصوصاً في فرنسا حيث يقيم منذ نحو ربع قرن، أسوة بصديقه وزميله النجم الجزائري الشاب خالد. ولد مامي وترعرع في الجزائر، قبل أن يقرر الإقامة في فرنسا واحتراف الغناء فيها. وانطلق منها إلى أرجاء العالم للتعريف بموسيقى الراي وأغانيه الشعبية الجذابة التي تتكلم عن الحب والهوية والغربة. ولم ينس الشاب مامي وطنه منذ استقراره في أوروبا، فهو لم ينقطع عن الجزائر، سواء لزيارة الأهل وأصدقاء الطفولة والشباب الأول، أم لإحياء حفلات استعراضية. وشيئاً فشيئاً، وصل مامي إلى درجة من الشعبية والنجومية سمحت له ب"غزو"الولاياتالمتحدة الأميركية وبإثارة اهتمام بعض المسارح الكبيرة وشركات الإنتاج والتوزيع هناك، الأمر الذي يندر حدوثه، ليس فقط بالنسبة الى الفنانين العرب، ولكن حتى للأوروبيين في مجالات الغناء والاستعراض والسينما. واستناداً إلى شعبيته العالمية الواسعة، سمح مامي لنفسه بتسجيل ألبومات شارك فيها الغناء على سبيل المثال وليس الحصر، مع كاظم الساهر وغيره من المغنين المرموقين على الصعيد الدولي، خصوصاً المطربة الفرنسية ليزلي، واللبناني الناجح في فرنسا كامارو. واستحق الشاب مامي تسمية أمير الراي، وذلك لسبب أساسي يكمن في مساهمته الفعالة في إثارة اهتمام فئة ضخمة من الشباب العربي، في المشرق والمغرب والغربة، بالموسيقى النابعة من الجزائر ومن المغرب العربي عموماً. ويعترف الشاب مامي بأن مصر تظل منذ فترة طويلة جداً، هاجسه الفني الأول. فهو من أشد المعجبين بأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ. وطالما حلم بتسجيل ألبوماته هناك، وبالغناء على المسارح الكبيرة في القاهرة أو الاسكندرية. لكن الذي حدث، وهزّ كيان مامي وجعله يؤمن بالقدر أكثر، هو طلب شركات مصرية متخصصة في إنتاج الموسيقى، منه التردد إلى القاهرة لتسجيل أسطواناته في أحدث استوديواتها. ويعترف الشاب مامي بأن هذا الحدث غيّر حياته وغمره بالسعادة إلى درجة يعجز عن وصفها. وطار إلى مصر مقتنعاً بأن نجوميته في المنطقة العربية كلها ستزداد بطريقة خيالية لمجرد أن أسطواناته ستنطلق من هناك. وهذا ما حدث. ولكن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفينة مامي، إذ حكم القضاء الفرنسي عليه بالسجن اثر شكوى قدمتها ضده إحدى رفيقاته السابقات، بتهمة الاعتداء عليها بالضرب. وقضى مامي 3 أشهر وراء القضبان قبل أن يستعيد حريته أخيراً، ويحلق إلى الجزائر مباشرة حيث يلقى ألبومه الجديد"ليالي"النازل إلى الأسواق العالمية ومن بينها فرنسا، رواجاً خيالياً. مامي يريد اليوم أن يطوي صفحة الماضي وحتى... نسيانها، على رغم كل ما حدث له أخيراً من سلبيات. وهو أعلن أخيراً عن إحياء حفلة موسيقية ساهرة كبيرة في الجزائر، ليحتفل في حضور جمهوره باستعادته حريته، آملاً في ان يكون مستقبله الفني مزدهراً في المرحلة المقبلة.