غادر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس باكستان أمس، متوجهاً إلى العاصمة الأفغانية كابول، بعدما التقى الرئيس الجنرال برويز مشرف في مكتبه العسكري في مدينة روالبندي لبحث الصعوبات التي تواجه الجيش الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي ناتو في أفغانستان، خصوصاً في ظل تحذير قيادة الحلف من تكثيف حركة "طالبان" هجماتها بدءاً من الربيع المقبل. وشدد الوزير الأميركي في زيارته الأولى لإسلام آباد على أهمية الدور الذي تضطلع به باكستان في مواجهة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". واعترف بخطأ ترك الولاياتالمتحدةأفغانستان بعد انسحاب القوات السوفياتية منها قبل 18 سنة. وأشار غيتس إلى أنه ناقش مع مشرف الاتفاق الذي وقعته إسلام آباد مع رجال القبائل في إقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان، ومعارضة القوات الأميركية وكابول الاتفاق الذي زاد باعتقادهم عدد هجمات"طالبان". وكان الرئيس مشرف أكد قبل أيام أنه لن يتخلى عن الاتفاق"حتى لو يثمر إلا ربع النتائج المتوقعة، مشدداً على أن مشكلة"طالبان"يجب أن تحل في أفغانستان وليس خارجها. وقال وزير الدفاع إن الولاياتالمتحدة ستضطلع بدور بارز في"تحسين التفاهم"بين الحكومتين الباكستانية والأفغانية اللتين تتبادلان الاتهامات حول المسؤولية عن هجمات"طالبان"عبر الحدود. ولمح غيتس بعد يومين من مشاركته في اجتماعات وزراء دفاع الحلف الأطلسي في مدينة إشبيلية الأسبانية إلى أن الجيش الأميركي سيبقى فترة طويلة في أفغانستان، وقال:"أخطأنا حين تركنا أفغانستان وحدها بعد رحيل السوفيات، ودفعنا ثمن هذا الخطأ الفادح في 11 أيلول سبتمبر 2001، وهو ما لا نريد تكراره، وسنعمل على تنفيذ مشاريع تنموية وتطويرية في أفغانستان والمنطقة، وننسق كل عملياتنا المشتركة مع الحكومة الباكستانية التي أبدت كل تعاون في هذا المجال". ووصف محللون باكستانيون زيارة غيتس إلى باكستان قبل أفغانستان بأنها محاولة لكسب ود الرئيس الباكستاني مشرف الذي أغضبه تكرار الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية اتهام باكستان بالتقصير في مواجهة"طالبان". عملية لاغتيال قائد "طالباني" وفي أفغانستان، أعلن التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة أن قواته قتلت"طالبانيين"كثيرين، في عملية نفذت لاغتيال أحد المقربين من الزعيم الروحي للحركة الملا محمد عمر في ولاية هلمند جنوب. ولم يكشف التحالف اسم القائد أو توضح مصيره في العملية، فيما أعلن جرح جندي أفغاني في الهجوم. وأعلن حاكم الولاية أسد الله وفا أن 700 من مقاتلي"طالبان"بينهم باكستانيون وأوزبك وشيشانيون عبروا الحدود قادمين من باكستان لتدمير سد كاجاكي الذي يشكل مصدراً رئيساً للكهرباء في الولاية. واتهم وفا الاستخبارات الباكستانية بتدريب المقاتلين والمساهمة في عمليات النقل والإمداد، وقال:"تدعم باكستان"طالبان"كي تواصل القتال في أفغانستان، إذ انهم لا يريدون تنمية أو إعمار أفغانستان". وقتل ستة من عناصر"طالبان"واعتقل 12 في عملية للشرطة في ولاية اروزجان جنوب، أسفرت أيضاً عن مقتل ثلاثة شرطيين وجرح أربعة. وفي ولاية زابل، قتل شرطيان وجرح آخر في مكمن استهدف قافلتهم، علماً أن مهاجماًً جريحاً اعتقل. على صعيد آخر، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على إرسال بعثة أوروبية تضم 160 ضابط شرطة و70 خبيراً لتدريب رجال الشرطة في أفغانستان. وتولت ألمانيا مسؤولية تدريب رجال الشرطة الأفغان حتى الآن، علماً أن الفريق الأوروبي الذي يتوقع أن يصل في أيار مايو أو حزيران يونيو المقبلين سيتولى مهماته في العاصمة كابول وخمس مناطق أخرى.