واشنطن، كابول - يو بي آي، أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، ان الولاياتالمتحدة لا تريد البقاء يوماً واحداً بعد انتهاء المهمات العسكرية في أفغانستان، لكنه أكد ان هذه المهمة ستستغرق وقتاً. وقال غيتس في مقابلة مع التلفزيون الأفغاني إن «الاستراتيجية الجديدة لبلاده في أفغانستان نتجت من دراسة استغرقت شهوراً طويلة وأجريت بالتشاور مع القادة الأفغان وبقية الحلفاء». وأضاف: «سنغادر أفغانستان حين تصبح قوات الأمن الأفغانية قادرة على التعامل بنفسها مع التحديات. لذا ستركز الاستراتيجية الجديدة التي سيواكبها نشر قوات أميركية إضافية على توفير الأمن ومساعدة كابول في توسيع الجيش والشرطة، وكذلك إرسال عدد كبير من الخبراء المدنيين في مجال الزراعة والأطباء البيطريين للمساهمة في إعادة إحياء القطاع الزراعي وقطاع المواشي، إضافة الى أطباء وممرضات ومهنيين يعملون في مجال الصحة للمساعدة في المجال الطبي». وأضاف: «سيشعر الأفغان أن الحياة تتحسن بفضل هذه الجهود الدولية التي ستثبت أننا شركاء لهم لجعلهم يستطيعون حكم أنفسهم من دون ان يملي أحد من الخارج عليهم ما يجب ان يفعلوه». وشدد على أهمية الثقة المتبادلة في هذا الإطار، مطالباً الأفغان بفهم ان التحالف «يسعى الى مساعدتهم وليس الى تحقيق أغراض خاصة غير الهدف الذي ينشدونه أنفسهم والمتمثل في منع بلادهم من ان تتحول مجدداً الى ملاذ آمن لإرهابيين يريدون قتلهم وقتلنا». وأبدى غيتس قلق بلاده من الاتفاقات التي أبرمتها إسلام آباد أخيراً مع حركة «طالبان» في مناطق القبائل شمال غربي باكستان، «خصوصاً ان الاتفاقات السابقة قادت متطرفي الحركة إلى عبور الحدود إلى أفغانستان وتنفيذ أعمال عنف فيها»، معتبراً ان الصفقات تهدف فقط الى إزالة مخاوف القوات الباكستانية من استهداف المتمردين لقواتهم. وأمل بأن تتخذ إسلام آباد إجراءات لمنع الاتصالات التي تجريها الاستخبارات الباكستانية مع المتطرفين. لكن الوزير الأميركي أشار إلى ان القادة الباكستانيين بدأوا يدركون المشاكل التي يثيرها المتطرفون، وخطرها على الحكومة «كما الحال في أفغانستان». وكرر غيتس تخوف بلاده والتحالف من انتشار تجارة المخدرات في أفغانستان، وضخها بين 70 و100 مليون دولار سنوياً ل «طالبان»، وتغذيتها الفساد وتقويضها شرعية الحكومة. ويكشف غيتس غداً توصياته في شأن موازنة وزارته للسنة المالية 2010 والتي ستتضمن تغييرات جذرية تشمل خفض موازنات عدد من برامج التسلح الكبرى. وقال جيف موريل الناطق باسم غيتس ان «التغييرات التي تقررت بعد ثلاثة اشهر من التحليلات لن تكون هامشية بل جوهرية»، فيما توقع محللون ان تثير جدلاً كبيراً لدى مصنعي الأسلحة والبرلمانيين، باعتبار ان الخفض يمكن ان يطاول إنتاج مدمرات وطائرات مقاتلة من طراز «أف – 22» وأنظمة اتصالات. وتطالب إدارة اوباما بأن تبلغ موازنة «البنتاغون» نحو 533.7 بليون دولار في السنة المالية 2010 (خارج الحرب على العراق وأفغانستان)، أي بزيادة 4 في المئة عن العام الماضي. على صعيد آخر، قتلت القوات الأميركية والأفغانية 20 متشدداً في معركة اندلعت اثر نصب مقاتلي «طالبان» مكمناً في إقليم كاجاكي (جنوب)، «ما حتم رد القوات المشتركة باستخدام أسلحة خفيفة، قبل ان تطلب دعماً جوياً سمح بتدمير ستة مواقع معادية أيضاً». وسقط 12 متمرداً وامرأة في تبادل للنار حصل بعد رصد مجموعة لدى زرعها قنابل مصنعة يدوياً في طريق في ولاية لوغار المجاورة للعاصمة كابول، كما اعتقل خمسة متمردين آخرين. الى ذلك، قتل جندي من قوات الحلف الاطلسي في انفجار قنبلة جنوبافغانستان، علماً ان حوالى ثمانين عسكرياً سقطوا من قوات الحلف أو التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة منذ مطلع السنة.