أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي، على موقعها الالكتروني، أمس أن قوة تركية هاجمت مجموعة من 50 متمرداً كردياً من"حزب العمال الكردستاني"، وألحقت بهم"خسائر فادحة"في شمال العراق، لكنها لم تحدد ما إذا كان جنود أتراك عبروا الحدود مع هذا البلد. إلا أن ناطقاً باسم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني نفى حدوث توغل للقوات التركية في الاقليم. وأوضح الجيش التركي أن المدفعية ووحدات جوية، قد تكون بينها مروحيات هجومية، شاركت في هذا الهجوم الذي استهدف ما بين"50 و60 إرهابياً"، وهي التسمية الرسمية في تركيا للمتمردين الأكراد، وذلك في أعقاب ورود معلومات استخباراتية عن وجود هؤلاء المسلحين. ووقع هذا الهجوم في جنوب شرقي منطقة كوكورجا التركية الواقعة في محافظة هكاري على الحدود التركية - العراقية، كما أعلنت رئاسة الأركان التي أوضحت أن وحدات"أخرى من الجيش في المنطقة ستتدخل اذا اقتضت الحاجة". وتهدد تركيا منذ أسابيع بالتدخل عسكرياً في شمال العراق ضد مقاتلي"حزب العمال الكردستاني"الذين يتخذون، بحسب أنقرة، من هذه المنطقة منطلقاً لعملياتهم العسكرية في جنوب شرقي الأناضول حيث تقطن غالبية كردية. وسبق أن حشدت تركيا حوالي مئة ألف جندي خلال الأسابيع الماضية قرب الحدود العراقية. وتأتي هذه العملية المحدودة والموضعية على ما يبدو غداة تصريح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن حكومته منحت الجيش الأربعاء الماضي إذناً بشن غارة عبر الحدود مع العراق ضد أهداف للمتمردين الأكراد. وكانت الحكومة التركية حصلت الشهر الماضي على تخويل من البرلمان لشن عملية عسكرية عبر الحدود مع العراق إذا لزم الأمر لضرب متمردي"حزب العمال الكردستاني"الذي تعتبره أنقره، كما واشنطن وبروكسل،"منظمة إرهابية".